يستعد المنتخب التونسي لخوض كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، حاملا طموحات كبيرة لإعادة نسور قرطاج إلى منصات التتويج بعد غياب طويل. تونس، التي تعد أكثر المنتخبات مشاركة متتالية في البطولة بواقع 17 نسخة، تمتلك تاريخا حافلا منذ أول ظهور عام 1962، حين حققت المركز الثالث.
عبر العقود، اقتربت تونس من اللقب عدة مرات قبل أن تحققه أخيرا على أرضها عام 2004، بعد الفوز على المغرب 2-1 في النهائي. قبل ذلك، وصلت إلى نهائي 1965 وخسرت أمام غانا، ونهائي 1996 أمام جنوب إفريقيا، كما حققت المركز الرابع في نسخة 2019، ما يعكس ثباتا نسبيا في الأداء التونسي على المستوى القاري.
في نسخة 2023 بكوت ديفوار، عانى المنتخب وخرج من الدور الأول بعد خسارة مفاجئة أمام ناميبيا 1-0، ثم تعادل مع مالي 1-1، قبل ان ينتهي مشواره بتعادل سلبي مع جنوب إفريقيا. هذا الأداء كشف عن بعض النواقص داخل الفريق، وأدى إلى استقالة المدرب جلال القدري.
بعد تقلبات على رأس العارضة الفنية، عاد سامي الطرابلسي في فبراير 2025 لتولي القيادة للمرة الثانية، ونجح في إعادة التوازن للنسور. خاض الفريق تحت قيادته 14 مباراة، فاز في 9، وتعادل 3 وخسر مرتين، ما أعاد الثقة للجماهير قبل الكان القادم. رغم ذلك، لم يكن الأداء في كأس العرب الأخيرة مبشرا، حيث خرج المنتخب من الدور الأول بعد هزيمة أمام سوريا، تعادل مع فلسطين، ثم فاز على قطر 3-0، في بطولة غاب عنها أبرز لاعبي الفريق، مما يجعل الحكم على النسور في هذه الظروف غير عادل.
قائمة تونس التي أعلنها الطرابلسي تحسبا لكأس إفريقيا، تجمع بين الخبرة والحماسة، ومن أبرز اللاعبين: حنبعل المجبري (بيرنلي)، علي العابدي (نيس)، منتصر الطالبي (لوريان)، الياس السخيري (فرانكفورت)، إلى جانب اسماء خبيرة على غرار علي معلول ونعيم السليتي.
تونس تتواجد في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من أوغندا، تنزانيا ونيجيريا، على أن تبدأ رحلتها يوم 23 ديسمبر بمواجهة أوغندا بداية من الساعة التاسعة مساء.
بعد 21 عاما على آخر تتويج، يسعى أشبال الطرابلسي لتقديم مشوار بطولي يعيد النسور إلى منصات التتويج، مستفيدين من القرب الجغرافي للبطولة وظروف مشابهة ومحفزة للتألق على الأراضي المغربية.
مع تاريخ طويل وطموحات واضحة، يدخل المنتخب التونسي كان 2025 بعقلية الفوز والتحدي، عاقدا العزم على العودة إلى قمة الكرة الإفريقية.
