أصدرت جمعية أصدقاء ومحبي فريق مولودية الجزائر بتاريخ 25 جوان 2025، بيانًا شديد اللهجة، عبّرت فيه عن استيائها العميق واستنكارها الشديد لتصريحات كل من الصحفي حفيظ دراجي والصحفي يزيد وهيب، على خلفية الأحداث الأليمة التي وقعت خلال مباراة مولودية الجزائر في ختام الموسم، والتي أسفرت عن وفاة ثلاثة من المناصرين وإصابة العشرات.
وأعربت الجمعية عن قلقها البالغ من التصريحات المستفزة وغير المسؤولة، مشيرة إلى أن تصريحات حفيظ دراجي التي قال فيها إن “لجنة التحقيق ليست من أجل تحديد المسؤوليات بالدرجة الأولى”، تُعد تدخلاً مرفوضًا وتمس باستقلالية اللجنة، وتهدف إلى توجيه الرأي العام بعيدًا عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الكارثة.
أما بخصوص تصريحات يزيد وهيب، فقد أكدت الجمعية أنها كانت صادمة وخطيرة، لا سيما بعد تحميله المسؤولية المباشرة للمناصرين، وتحديدًا لفئة “الإلتراس”، متجاهلًا حسب البيان الواقع المزري الذي عاشه أنصار المولودية، من سوء تنظيم وغياب الأمن وبيع التذاكر في السوق السوداء، بالإضافة إلى البرمجة العشوائية، والتي أدت جميعها إلى ما وصفه البيان بـ”ما لا يُحمد عقباه”.
وأكدت الجمعية أن هذه التصريحات لا تسيء فقط لضحايا الحادثة، بل تسهم في زيادة الاحتقان الشعبي، وتغذي الفتنة، في وقت كان من المفترض على الشخصيات الإعلامية أن تساهم في نقل الحقيقة لا التلاعب بها.
وشدّدت الجمعية على أن أنصار المولودية، رغم التهميش والمعاناة، عبّروا عن حبهم للوطن والفريق بطريقة حضارية داخل المدرجات، وأن دماء الضحايا أمانة لا تُساوم ولا تُبرر، داعية إلى وقف التحريض والتضليل الإعلامي، والتمسك بالحقائق.
وفي ختام البيان، طالبت الجمعية الجهات الرسمية بضمان استقلالية لجنة التحقيق ورفض أي تدخلات إعلامية أو سياسية، ودعت الإعلاميين كافة إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية، خاصة في مثل هذه القضايا الحساسة، كما جددت تعازيها لعائلات الشهداء وتمنّت الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة في الوقت ذاته أن العدالة لا تختزل في اللجان، بل في المحاسبة الفعلية لكل مسؤول عن هذه الكارثة، مهما كان منصبه، وأن العدالة فوق الجميع، والحق لا يسقط بالتقادم.