لطالما كان حكيم زياش يلفت الأنظار بمبادئه الواضحة، لا سيما دعمه العلني للقضية الفلسطينية.. لكن الصورة التي رسمها لنفسه قبل سنوات بدأت اليوم تتصدّع، بعدما ظهر في مقطع فيديو يهنّئ فيه “ملكه” عقب الفوز المزعوم في قضية الصحراء الغربية التي ستبقى ملكا للشعب الصحراوي.
زياش، الذي غاب طويلاً عن المنتخب بعد خلافات مع الإدارة الفنية بعلاقة مع القضية الفلسطينية، حاول مؤخرًا العودة إلى الساحة الكروية عبر بوابة الوداد البيضاوي ، النادي المرتبط تاريخيًا بالملكية المغربية، والذي كان تحت إدارة سعيد الناصري، الذي ورد اسمه في تحقيقات قضائية واسعة تتعلق بتورطه في شبكات تهريب المخدرات، في محاولة واضحة للفت انتباه الجهاز الفني للمنتخب قبل الاستحقاقات المقبلة. إلا أن عودته هذه بدت مشروطة بتنازلات سياسية وتغييرات في الخطاب.
اللاعب الذي كان يتحدث بحرية عن العدالة والكرامة، أصبح اليوم أكثر حذرًا في كلماته، وأقرب إلى الخطاب الرسمي للمملكة. الشيء الذي إعتبره الكثير خضوعًا للضغط أو سعياً وراء مصلحة شخصية.
لكن المؤكد أن زياش، بقراره هذا، خسر جزءًا من تلك الهالة التي أحاطت به عندما تحدّث بصوت الضمير، ليصبح اليوم مثالًا آخر على التحوّل الذي قد يفرضه الواقع على المبدأ، حين تختلط المواقف الإنسانية بالمناخ السياسي ليتبع زياش سياسة حكامه الذين باعوا مبادئهم و مملكتهم لأهداف شخصية.

