منذ الإعلان عن قائمة مجيد بوقرة المشاركة في كأس العرب، لم يتردّد موقع الجزائر فوت في انتقاد بعض الخيارات التي اعتبرها الكثيرون “غير مفهومة”، خصوصًا الاعتماد على لاعبين مخضرمين ومتقدّمين في السن مثل إسلام سليماني وأمير سعيود، أو استدعاء لاعبين يفتقرون إلى المنافسة الرسمية على غرار يسلي.
ورغم أن الانتقادات كانت مبنية على معايير فنية بحتة، فإن بعض المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي لم يتقبّلوا ذلك، فوُجّهت إلينا إهانات، بل وصل الأمر بالبعض إلى وصفنا بالخيانة، فقط لأننا عبّرنا عن رأي مهني يخصّ اختيارات المدرب.
سليماني… حضور بلا تأثير
أثبتت المباريات لاحقًا أن تلك التحفّظات لم تكن من فراغ.
فإسلام سليماني، الذي راهن عليه بوقرة لقيادة الخط الأمامي، لم يسجّل أي هدف، بل إن دخوله في بعض المباريات جعل المنتخب يبدو وكأنه يلعب منقوصًا، بسبب البطء وقلة الفاعلية. وهو ما طرح تساؤلات حول جدوى الإصرار على استدعائه رغم تراجع مستواه الواضح.
سعيود… إصابة أنهت البطولة مبكرًا
أما أمير سعيود، فقد شارك في المباراة الأولى فقط قبل أن تبعده الإصابة عن بقية المنافسة. ورغم معرفته المسبقة بوضعه البدني غير المستقر، أصرّ الطاقم الفني على ضمّه، في وقت كان بإمكانه الاعتماد على لاعبين محلّيين جاهزين وبارزين في الدوري.
يسلي… غياب المنافسة وعلامات استفهام
اللغز الأكبر كان استدعاء يسلي، اللاعب الذي لم يخض أي مباراة رسمية منذ شهر أكتوبر، قادمًا من نادٍ مغمور في كندا، وفي نهاية عقده. حضر إلى البطولة ليجلس على دكة الاحتياط دون أي إضافة رياضية، ما جعل العديد من المتابعين يتساءلون عن دوافع هذا الخيار.
انتقادنا لم يكن موجّهًا لشخص المدرب، بل لخياراته الفنية التي رأينا – كمتابعين للكرة – أنها لا تخدم المنتخب. وما حدث لاحقًا في البطولة أكّد ذلك بشكل واضح.
نتائج تؤكّد صحة الانتقادات
جاء خروج المنتخب الجزائري من ربع نهائي كأس العرب نتيجة طبيعية لسلسلة من الخيارات غير الموفقة التي رافقت القائمة منذ إعلانها. فالأداء كان باهتًا عبر كامل مشوار البطولة، بدءًا بتعادل مخيّب أمام السودان، ثم فوز على منتخب البحرين المتواضع، يليه انتصار على العراق الذي سقط في ربع النهائي أمام الأردن. هذا المسار غير المقنع كشف بوضوح أن الأخطاء في الاختيارات الفنية انعكست مباشرة على الميدان، وأن التحفّظات التي أثيرت منذ البداية كانت في محلها تمامًا.

