في رسالة مؤثرة حملت الكثير من العفوية والصدق، وجّه سفيان طواهرية، رئيس مجلس إدارة اتحاد الحراش، خطابًا عاطفيًا لجماهير النادي، مستعرضًا فيه كواليس موسم شاق مليء بالتحديات والتضحيات.
أبرز طواهرية من خلال بيانه ما تحقق من إنجازات خلال الموسم، مؤكدًا: “تصدرنا الترتيب بفارق نقطتين، وخضنا 14 مواجهة لم نخسر فيها سوى مرة واحدة. عدنا إلى درب الانتصارات، وبلغنا نصف نهائي كأس الجمهورية لأول مرة منذ 2009، كما أعدنا الفريق إلى ملعب 5 جويلية بعد 13 عامًا من الغياب، بحضور جماهيري تجاوز 35 ألف مناصر”.
إلا أن الرسالة لم تكن مجرد استعراض لنجاحات موسمية، بل كانت إعلانًا واضحًا عن مشروع طويل المدى يهدف إلى النهوض بالنادي. وتضمّن هذا المشروع طموحات بإنشاء أكاديمية رياضية، إطلاق قناة إعلامية خاصة بالنادي، إبرام شراكات دولية، والاعتماد على مصادر تمويل مستدامة لضمان استقلالية الفريق.
وفي السياق المالي، كشف البيان عن حجم التحديات التي واجهها النادي، إذ عانى من أزمة حادة في التسيير والتمويل، مما اضطر الإدارة إلى جمع أكثر من 2.9 مليار سنتيم لتسوية أجور اللاعبين وضمان نهاية محترمة للموسم.
وأكد طواهرية بصراحة أن: “النتائج لا تأتي من فراغ، بل هي ثمرة رؤية واضحة وأدوات فعالة”. وذكر أن الفريق كان قريبًا من تحقيق الصعود، بفارق خمس نقاط فقط، رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها.
وشدد رئيس النادي على أن الهدف لم يكن البقاء فقط، بل غرس الثقة مجددًا في قلوب الأنصار. وأوضح أن ما تحقق تم بجهود ذاتية، دون أي دعم خارجي أو تمويل تقليدي، في وقت كانت فيه الإشاعات تسعى لزعزعة استقرار النادي.
ووجّه طواهرية رسالة خاصة إلى جماهير اتحاد الحراش جاء فيها: “لن أخذلكم، وسأواصل العمل بكل إخلاص من أجل هذا الكيان. كل ما نرجوه منكم هو أن تظلوا كما عهدناكم، سندًا وعونًا، فالحراش ليست مجرد نادٍ، بل هي رمز شعبي وواجهة حقيقية للشارع الجزائري”.
ورغم تعرضه لانتقادات قاسية، لم يُخفِ الرئيس شعوره بالمرارة، لكنه أكد التزامه بالهدوء والانضباط، رافضًا الانزلاق إلى ردود تسيء لسمعة النادي.
وفي ختام خطابه، قال طواهرية بتأثر: “في نظري، لا مجال للتراجع أو اليأس. نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق العودة، لكننا بحاجة إلى دعمكم، إلى طاقتكم التي صنعت أمجاد الحراش”.