شهدت مسيرة رياض محرز، قائد المنتخب الجزائري، نقلة نوعية عام 2014، بعد انتقاله إلى نادي ليستر سيتي الإنجليزي. هذه الخطوة التي كانت محفوفة بالتردد والشكوك من طرف اللاعب، انتهت بتغيير مسار حياته الكروية وتحقيق إنجازات استثنائية.
في تصريحات سابقة له ضمن فيلم وثائقي بثته منصتا “CITY +” و”Recast”، كشف محرز عن مشاعره قبل انتقاله إلى ليستر سيتي، قائلاً: “لم أكن متحمساً لفكرة الانتقال لنادي ليستر سيتي. قررت البقاء مع نادي لوهافر لعدة اعتبارات، من بينها عدم رغبتي في خوض مغامرة خارج فرنسا”. وأضاف: “مسؤولو ليستر ضغطوا علي بشكل كبير، لدرجة أنني أغلقت هاتفي أثناء فترة الراحة الشتوية”.
لكن التردد لم يستمر طويلاً، إذ أشار محرز إلى دور زميله وليد مسلوب، الذي كان آنذاك في لوهافر، في تغيير رأيه. وقال: “بعد العودة للتدريبات، تحدث معي وليد مسلوب ونصحني بمغادرة الفريق والموافقة على عرض ليستر سيتي. نصيحته الذهبية كانت حاسمة في اتخاذي أفضل قرار في مسيرتي وحتى في حياتي”.
رياض محرز، الذي خاض في موسمه الأول مع ليستر سيتي 19 مباراة وأسهم في 8 أهداف، أصبح في وقت لاحق أحد أبرز نجوم الفريق. تألقه في موسم 2015-2016 كان استثنائياً، حيث سجل 18 هدفاً وصنع 10 أخرى في 29 مباراة، مساهماً بشكل كبير في تحقيق ليستر سيتي لقبه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز. عن ذلك الموسم التاريخي، قال محرز: “كانت لحظة لا تصدق، أن نفوز بالدوري الإنجليزي مع فريق لم يكن مرشحاً لذلك كان بمثابة حلم تحقق”.
خلال مسيرته مع “الثعالب”، شارك محرز في 179 مباراة، سجل فيها 48 هدفاً وقدم 36 تمريرة حاسمة، محققاً جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي. نجاحه مع ليستر فتح أمامه أبواب الانضمام إلى مانشستر سيتي، حيث واصل كتابة التاريخ بالتتويج بـ11 لقباً، من بينها دوري أبطال أوروبا 2023.
أما على المستوى الدولي، فقد قاد محرز منتخب الجزائر للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، معززاً مكانته كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية. تصريحاته الأخيرة تعكس بوضوح أهمية القرارات الصعبة التي اتخذها، والتي جعلت منه اللاعب الذي يعرفه الجميع اليوم.