ضمنت شبيبة القبائل رسميًا تأهلها إلى دوري أبطال إفريقيا 2025–2026، بعد موسم مثير شهد تقلبات عديدة على المستويين الفني والنتائجي، قبل أن تستعيد توازنها وتنتزع المركز الثاني في جدول ترتيب الرابطة المحترفة الأولى موبيليس برصيد 56 نقطة.
عودة “الكناري” إلى الواجهة القارية تأتي بعد غياب قصير، إذ كانت آخر مشاركة للنادي في نسخة 2022–2023، والتي بلغ فيها الدور ربع النهائي، قبل أن يُقصى أمام الترجي التونسي. التأهل الجديد يمثل نقطة تحول مهمة، خاصة بعد التراجع الذي شهده الفريق في النصف الأول من الموسم.
بداية غير مستقرة مع عبد الحق بن شيخة
انطلقت الشبيبة الموسم تحت إشراف المدرب عبد الحق بن شيخة، وسط طموحات باستعادة البريق المحلي والقاري، غير أن الأداء داخل المستطيل الأخضر لم يرتقِ إلى مستوى التطلعات. حيث شهدت فترة بن شيخة تذبذبًا كبيرًا في النتائج، رغم بعض الانتصارات المهمة. فخلال 15 مباراة خاضها مع الفريق، حقق بن شيخة 7 انتصارات و4 تعادلات، مقابل 4 هزائم. وسجّل الفريق في تلك الفترة 20 هدفًا، بينما استقبلت شباكه 12 هدفًا، وهو ما يعكس بعض التوازن الهجومي، لكنه لم يكن كافيًا لإرضاء الجماهير ولا الإدارة، في ظل غياب الاستمرارية.
الضغوطات المتزايدة من الجماهير، إلى جانب الخسارة أمام أولمبي الشلف خارج الديار بهدف دون رد، عجّلت برحيل بن شيخة عن العارضة الفنية.
مرحلة انتقالية بقيادة زميتي ولاسات
عقب رحيل بن شيخة، أُسندت مهمة الإشراف المؤقت على الفريق إلى الثنائي فريد زميتي ولاسات، اللذين حاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن النتائج لم تتحسن بالشكل المطلوب. بعد الخروج من كأس الجمهورية على يد إتحاد الحراش وتعادل الفريق أمام شباب بلوزداد، في فترة شهدت الكثير من الغموض بشأن مستقبل الفريق.
عدم القدرة على فرض بصمة واضحة خلال هذه المرحلة، جعل الإدارة تتحرك بسرعة للتعاقد مع مدرب جديد قادر على تصحيح المسار، وهو ما تم فعلاً مع بداية مرحلة الإياب.
زينباور… لمسة ألمانية تُعيد الهيبة
في فيفري 2025، أعلنت شبيبة القبائل التعاقد مع المدرب الألماني جوزيف زينباور لمدة عامين ونصف، المعروف بخبرته القارية، وقيادته لأندية مثل أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي والرجاء المغربي. ورغم خسارته في أول مباراة أمام مولودية الجزائر، ثم تعادله في ثاني جولة أمام أقبو، إلا أن بداية التحول الفعلي جاءت في اللقاء الثالث، بفوز ثمين على نادي بارادو بهدفين لواحد.
منذ تلك اللحظة، بدأت ملامح فريق جديد تظهر، أكثر توازنًا وثقة. حيث أعاد زينباور الانضباط التكتيكي، ومنح الفرصة للاعبين شباب أثبتوا جدارتهم، كما استعاد بعض ركائز الفريق مستواهم المعهود.
وفي 15 مباراة قادها، فاز زينباور في 9 مواجهات، تعادل في 4، وخسر مرتين فقط. سجل الفريق معه 21 هدفًا، وتلقى 12 هدفًا، ما يعكس تحسنًا واضحًا في الأداء الدفاعي والهجومي على حد سواء.
تأهل مستحق وطموح إفريقي جديد
بفضل النتائج المتميزة في الجولات الأخيرة، أنهت شبيبة القبائل الموسم في المركز الثاني بـ56 نقطة، متقدمة على عدة فرق كانت مرشحة بقوة للمنافسة على البطاقات القارية. هذا الإنجاز يعيد “الكناري” إلى واجهة دوري أبطال إفريقيا، بعد غياب دام موسمين. هذا وتأمل جماهير الشبيبة في أن تكون هذه العودة بداية مشروع جاد لإعادة الفريق إلى منصة التتويج قارّيًا، خصوصًا وأن الإدارة مطالبة بوضع خطة لتعزيز التعداد، استعدادًا للتحديات المقبلة على الصعيدين المحلي والإفريقي.