تواصل المصالح المختصة في ولاية البيض حصر الخسائر المادية التي لحقت بمرافق مركب زكريا المجذوب، بعد اندلاع أحداث عنف شديدة في الملعب، يوم الجمعة الماضي، خلال المباراة بين الفريق المحلي ومولودية وهران.
شملت عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت الرياضية غرف تغيير الملابس والمدرجات، بالإضافة إلى تدمير عدد من المكاتب التي أُحرقت بالكامل. كما تم تحطيم عدد كبير من السيارات العمومية والخاصة، وفقاً لما أظهرته مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورصدت المصادر إصابة العشرات من المشجعين، بعضهم في حالة خطيرة، حيث تقدر بعض التقارير عدد المصابين بحوالي 60 شخصاً. وقد قام والي الولاية بزيارة المصابين في مستشفى الولاية للاطمئنان على حالتهم. من جهة أخرى، باشرت المصالح الأمنية توقيف عدد من الأشخاص الذين ثبت تورطهم في أحداث الفوضى والتخريب، كما تم فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وسط تباين الروايات حول الجهة التي بدأت أعمال العنف.
تشير جميع الأدلة والشهادات المتعلقة بهذا الحادث إلى أن السبب الرئيسي وراء الفوضى كان هو روابط الألتراس، حيث تم تخريب راية خاصة بأحد جماعات الألتراس لمولودية وهران، بالإضافة إلى سرقة وحرق راية أخرى تخص ألتراس مولودية البيض.
في قواعد الألتراس، يقوم كل فصيل بتخصيص مكان محدد في المدرجات للجلوس والتشجيع، حيث يتم تعليق “الباش” أو الراية التي تمثل المجموعة. وتعتبر هذه الراية رمزاً لشرف المجموعة، ويعد تمزيقها أو سرقتها بمثابة إهانة كبيرة، قد تؤدي إلى حل المجموعة.
في هذه الواقعة، يُقال إن أحد أنصار مولودية البيض ألقى مقذوفاً باتجاه مدرجات أنصار مولودية وهران، ما أسفر عن محاولة لتخريب رايتهم، مما دفع روابط الألتراس في وهران للرد بحرق “باش” مولودية البيض داخل الملعب. واندلعت بذلك سلسلة من أعمال العنف، ما أدى إلى تأجيل انطلاق الشوط الثاني من المباراة وسط حالة من الفوضى والتخريب.
من المتوقع أن يُعاقب الفريقان من قبل لجنة الانضباط، ومن المحتمل أن يتم حرمانهما من اللعب أمام جماهيرهما في بعض المباريات القادمة. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً حول مدى فعالية هذه العقوبات في الحد من ظاهرة العنف، حيث بات من الضروري اتخاذ إجراءات أكثر تشديداً، مثل منع تنقل جماهير الفرق إلى خارج ولاياتها، كما تم اتخاذه في بعض المباريات السابقة مثل لقاءات مولودية الجزائر وشباب قسنطينة، وكذلك مباريات وفاق سطيف ومولودية الجزائر.