بين التحضيرات المكثفة لنهائيات كأس أمم إفريقيا والتجارب التكتيكية التي يسعى فلاديمير بيتكوفيتش لترسيخها داخل المنتخب الوطني، يبرز منصب الظهير الأيمن كأحد أكثر المراكز إثارة للمنافسة في الوقت الراهن، فغياب يوسف عطال، الاسم الأكثر خبرة في هذا المركز، فتح الباب أمام وجوه جديدة تبحث عن تأكيد ذاتها وفرض مكانتها في تشكيلة “الخضر” قبل موعد الحسم القاري.
وشهدت قائمة بيتكوفيتش الأخيرة حضور ثلاثة أسماء بارزة قادرة على شغل هذا الدور: رفيق بلغالي الذي يواصل تألقه في الدوري الإيطالي، مهدي دورفال متعدد الأدوار مع نادي باري، وسمير شرڤي الذي يقدم موسما ثابتا مع باريس أف سي، ثلاثة لاعبين مختلفين في الخصائص ومتقاربين في الطموح، يجمعهم هدف واحد وهو نيل ثقة المدرب وضمان مكان أساسي في رواق “الخضر” خلال كأس أمم إفريقيا المقبل.
رفيق بلغالي… ثبات وتطور في الكالتشيو
يعد بلغالي أبرز المرشحين لقيادة الرواق الأيمن بفضل مستوياته المميزة مع ناديه هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي، وقد ترك بصمة قوية في أول ظهور له مع “الخضر” أمام الصومال ضمن تصفيات المونديال، حيث أبان عن نضج تكتيكي وثقة عالية في التعامل مع الكرة، ورغم انخفاض مردوده نسبيا أمام أوغندا، فإنه يظل من الأسماء الشابة الواعدة والأكثر جاهزية لتولي هذا الدور حاليا.
مهدي دورفال… مرونة تكتيكية وسلاح متعدد الأدوار
يمثل دورفال خيارا مختلفا بفضل مرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في الجهتين، فرغم اعتماده غالبا كظهير أيسر في نادي باري، فإن تكوينه الأصلي كان في الجهة اليمنى كما ظهر مع منتخبات الشباب، ويتميز بانطلاقاته السريعة وحضوره البدني القوي ومهاراته الهجومية الكبيرة، ما يجعله قادرا على المساهمة الدفاعية والهجومية بنفس الكفاءة، ويمنحه قدرة على تلبية متطلبات تشكيل “الخضر” التي تبحث عن توازن بين الدفاع والهجوم على الجهة اليمنى.
سمير شرڤي… صلابة دفاعية وتكيّف على الأطراف
يبرز شرڤي كخيار ثالث أمام بيتكوفيتش بفضل بنيته الجسدية القوية وقدراته الدفاعية، وقد تأقلم هذا الموسم مع اللعب على الرواق الأيمن سواء مع فريقه أو عندما شارك بديلا في ودية أوغندا الأخيرة، ورغم محدوديته الهجومية مقارنة بالمنافسين، فإن صلابته وانضباطه الدفاعي يجعلان منه خيارا موثوقا لتأمين الجهة اليمنى، خاصة في المباريات التي تتطلب ضبط الخط الخلفي وتعويض التراجع النسبي لدفاع “الخضر”، ما يجعله عنصرا مهما في خطة بيتكوفيتش الدفاعية.
عطال… الغائب الحاضر
رغم غيابه عن القائمتين الأخيرتين، يبقى يوسف عطال حاضرا كأحد أبرز من شغل هذا المركز وأكثرهم خبرة، فمنذ عام 2017 خاض 50 مباراة دولية وشارك في ثلاث نسخ من كأس أمم إفريقيا توّج بإحداها سنة 2019، غير أن الإصابات المتكررة وعدم انتظامه في اللعب مع ناديه السد القطري جعلت بيتكوفيتش يبحث عن بدائل أكثر استقرارا، مع بقاء عودته واردة في حال استعاد كامل جاهزيته.
الوديتان المقبلتان… حسم مرتقب للجهة اليمنى
مع اقتراب وديتي زيمبابوي والسعودية في جدة، تظل المنافسة على الجهة اليمنى مفتوحة على جميع الاحتمالات، فالأداء الذي سيقدمه بلغالي ودورفال وشرڤي خلال هذا المعسكر قد يحسم هوية الظهير الأساسي الذي سيحمل راية “الخضر” في كأس أمم إفريقيا، تاركا الجماهير مترقبة لمعرفة من سينال الثقة النهائية.
أكرم ب
