سبع جولات مرت من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026، وما زال منصب حراسة المرمى في المنتخب الوطني الجزائري لغزا محيرا. فبعد ابتعاد الأسطورة رايس مبولحي، لم ينجح أي حارس في فرض نفسه كوريث شرعي لتلك القفازات الذهبية.
الرهان الأول كان على أنتوني ماندريا، حارس نادي كان الفرنسي، الذي شارك في أربع مباريات كاملة بمجموع 360 دقيقة، استقبل خلالها أربعة أهداف، وحقق “كلين شيت” وحيد فقط. غير أن مردوده ظل بعيدا عن تطلعات الجماهير، خاصة في السقوط أمام غينيا (2-1) داخل الديار، فضلا عن المباراة الكارثية التي قدمها وديا أمام السويد.
ابتداءً من الجولة الخامسة، قرر فلاديمير بيتكوفيتش منح الفرصة لأليكسيس قندوز، الذي شارك في ثلاث مباريات (270 دقيقة)، استقبل خلالها ثلاثة أهداف، وفشل في الحفاظ على شباكه نظيفة. الأرقام واضحة وصريحة: قندوز يملك نفس معدل ماندريا، هدف في كل مباراة.
الأمر المقلق أن المنتخب الوطني بات يستقبل الأهداف بسهولة، حتى أمام منتخبات متواضعة مثل بوتسوانا أو الصومال. الأخطاء الفردية في الدفاع تزيد الوضع تعقيدا، لتجعل كل هجمة خطيرة تقريبا تترجم إلى هدف في شباك “الخضر”.
المعضلة لا تكمن فقط في الأسماء، بل في غياب شخصية الحارس القوي الذي يمنح الثقة لبقية المجموعة. بيتكوفيتش لم يجد بعد التركيبة المناسبة بين خط الدفاع وحراسة المرمى، والوقت يمر بسرعة مع اقتراب كأس أمم إفريقيا والحسم في تصفيات المونديال.
مقولة “الحارس نصف الفريق” تنطبق تماما على وضع المنتخب اليوم. فمع مبولحي، كان الخضر يملكون ركيزة صلبة وقيادة داخل الملعب، أما الآن فلا ماندريا ولا قندوز، ولا حتى بن بوط استطاعوا إقناع المتابعين.
من الجولة الأولى إلى السابعة، الصورة واضحة: المنتخب الوطني لا يملك بعد الحارس الذي يصنع الفارق. مشاركة مشرفة في المونديال والتتويج القاري يتطلبان أكثر من خط هجومي قوي أو وسط مبدع. الأساس يبقى ثابتا في كرة القدم: كل فريق كبير يبدأ من حارس كبير.