في مشهد يعكس جدية الاستعدادات وحجم الطموحات، قررت عدة أندية من بطولة القسم الثاني هواة خوض تحضيراتها الصيفية خارج الديار، متبعةً بذلك نفس النهج الذي اختارته أندية المحترف الأول، الوجهة هذه المرة كانت الأراضي التونسية، التي أصبحت في السنوات الأخيرة محطة مفضلة للفرق الجزائرية الباحثة عن بيئة مناسبة للعمل المكثف قبل انطلاق المنافسة الرسمية،
هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة للجماهير: الفرق لا تترك شيئًا للصدفة، بل تستعد بكل ما تملك من إمكانيات حتى تكون جاهزة منذ صافرة البداية.
اتحاد الحراش، اتحاد عنابة، مولودية بجاية، ورائد القبة،و غيرهم من الأندية، وضعت برامج تحضيرية دقيقة تمتد على أسابيع، تهدف إلى رفع المعدل البدني، تحسين الانسجام بين اللاعبين، واختبار مختلف الخيارات التكتيكية.
التحضيرات تشمل تدريبات صباحية ومسائية، تتوزع بين العمل البدني القوي على أرضية الملاعب والحصص المخصصة للجوانب الفنية والتكتيكية، بالإضافة إلى محاضرات نظرية يقدمها المدربون لتحليل أسلوب اللعب وتصحيح الأخطاء.
ولإضفاء الطابع التنافسي على التربص، برمجت هذه الأندية سلسلة من المباريات الودية، بعضها سيكون ضد فرق جزائرية تشارك في نفس التربص الخارجي، وأخرى أمام أندية تونسية معروفة بنسق لعبها العالي، هذه اللقاءات ستكون فرصة مثالية لاختبار التشكيلات الأساسية، منح الفرصة للعناصر الجديدة للتأقلم، ومعرفة مدى استيعاب اللاعبين لتعليمات الجهاز الفني.
وتأتي هذه الاستعدادات في ظل توقعات بأن يكون الموسم الجديد أكثر تنافسية من سابقه، حيث تسعى فرق القسم الثاني هواة إلى تقديم عروض قوية منذ الجولات الأولى، أملاً في المنافسة على المراتب الأولى وخطف بطاقة الصعود، الطموح لا يتوقف عند حدود البقاء أو ضمان مركز آمن، بل يتعداه إلى كتابة موسم استثنائي يرضي تطلعات الجماهير العريضة.
بين شدة التدريبات وحماس المباريات الودية، يظهر جليًا أن فرق القسم الثاني هواة دخلت مرحلة التركيز القصوى، مدركة أن التحضيرات الجيدة هي مفتاح النجاح في الموسم الطويل والشاق، ومع اعتماد أندية المحترف الأول والثاني على نفس الوجهة الخارجية، يبدو أن الكرة الجزائرية تعيش مرحلة جديدة من التنظيم والاحترافية في الإعداد للمنافسات.
وبين الطموح والواقع، تبقى النتائج المنتظرة رهينة بما ستقدمه هذه الفرق على أرض الميدان، والجماهير تترقب بشغف بداية موسم يعد بالكثير من الإثارة والندية.
