يخوض منتخب غينيا الاستوائية غمار كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب بطموحات متجددة، وهو يدرك جيدًا أنه لم يعد ذلك المنتخب المغمور في القارة، بل أصبح رقمًا صعبًا اعتاد لعب دور “المفسد” في أكبر المواعيد. مشاركة ستكون الخامسة في تاريخ منتخب نزالانغ ناسيونال، بعد نسخ 2012، 2015، 2021 و2023، ما يعكس استمرارية واضحة وحضورًا متزايدًا في المشهد الإفريقي.
بدأت قصة غينيا الاستوائية مع كأس إفريقيا بشكل لافت سنة 2012، حين شاركت لأول مرة ونجحت في بلوغ ربع النهائي في نسخة استضافتها رفقة الغابون. غير أن المحطة الأبرز في تاريخها تبقى نسخة 2015، التي احتضنتها على أراضيها، حيث صنعت المفاجأة الكبرى ببلوغ الدور نصف النهائي، في إنجاز تاريخي رسّخ اسمها بين منتخبات الصف الثاني القادرة على مقارعة الكبار. وبعد فترة تذبذب، عاد المنتخب بقوة في نسخة 2021 بالكاميرون، مؤكداً حضوره ببلوغ ربع النهائي مجددًا.
وفي كأس الأمم الإفريقية 2023، قدّم منتخب غينيا الاستوائية واحدًا من أفضل عروضه على الإطلاق، بعدما تصدر مجموعته بأداء هجومي لافت، محققًا انتصارات مدوية على غينيا بيساو وساحل العاج، وتعادلًا أمام نيجيريا. ورغم خروجه من الدور ثمن النهائي، إلا أن تلك النسخة أكدت التطور الكبير للفريق من حيث الشخصية والجرأة التكتيكية.
طريق التأهل إلى نسخة 2025 لم يكن مفروشًا بالورود، إذ واجه المنتخب منافسة قوية في مجموعته، لكنه عرف كيف يضمن بطاقة العبور بواقعية وانضباط، محتلاً المركز الثاني خلف الجزائر. أرقام مشاركاته في النهائيات القارية تعكس توازنه؛ 19 مباراة خاضها قبل نسخة المغرب، حقق خلالها 8 انتصارات و5 تعادلات مقابل 6 هزائم، مع فارق أهداف متقارب، ما يؤكد صلابته التنافسية.
يعتمد المنتخب في هذه المرحلة على هوية واضحة أرساها المدرب خوان ميشا، قائمة على التنظيم الدفاعي، اللعب الجماعي، واستغلال المساحات في التحولات السريعة. ويبرز في التشكيلة القائد إيبان سلفادور، أحد رموز المنتخب خلال العقد الأخير، والذي يجسد روح نزالانغ ناسيونال بخبرته، تنوع أدواره، وقدرته على قيادة المجموعة داخل الملعب وخارجه.
في المجموعة الخامسة، التي تضم الجزائر وبوركينا فاسو والسودان، يدرك منتخب غينيا الاستوائية أن المهمة لن تكون سهلة، لكنه يدخل المنافسة بثقة مستمدة من تاريخه القريب ومن تجاربه السابقة في إرباك حسابات الكبار. هدفه لا يقتصر على المشاركة المشرفة، بل يتعداه إلى تأكيد مكانته كمنتخب طموح، قادر على الذهاب بعيدًا وكتابة فصل جديد في سجل مفاجآت كأس الأمم الإفريقية 2025.

