فضحت تصرفات المغاربة مرة أخرى الطريقة التي يُدار بها تنظيم كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب، حيث تحولت عملية اقتناء التذاكر إلى مهزلة حقيقية كشفت سوء النية تجاه الجماهير الجزائرية التي كانت تنتظر بشغف مؤازرة منتخبها الوطني من المدرجات. فبعد الإعلان عن فتح تطبيق “Yalla” المخصص لبيع التذاكر، صُدم آلاف الجزائريين الذين حاولوا التسجيل دون جدوى، إذ يعاني التطبيق من مشاكل تقنية متكررة جعلته غير صالح للاستخدام إطلاقًا. كل مرة يحاول فيها المشجع التسجيل، يتلقى رسالة تفيد بعدم قبول الطلب أو بوجود خطأ تقني، في وقت لم يقدّم فيه التطبيق أي خدمة حقيقية أو تسهيلات للمتابعين.
وما أثار السخرية والغضب معًا، هو إعلان اللجنة المنظمة أن جميع تذاكر مباراة الجزائر الأولى أمام السودان قد بيعت بالكامل، رغم أن آلاف الجزائريين لم يتمكنوا حتى من الدخول إلى المنصة أو التسجيل فيها. فكيف تُباع كل التذاكر في بلد يمنع منح التأشيرات لجماهير المنتخب الجزائري؟ وهل يعقل أن تمتلئ المدرجات دون وجود الجماهير الأكثر انتظارًا لهذه المناسبة؟
كل المعطيات تشير إلى أن التذاكر تم احتكارها مسبقًا من طرف المغاربة، إما بغرض المتاجرة بها أو لضمان عدم حضور الأنصار الجزائريين، في محاولة واضحة لعزل المنتخب الوطني عن جمهوره. وهناك من يعتقد أن التذاكر وُجهت فقط للمقيمين في الخارج من أصحاب الجوازات الأجنبية — الفرنسية، الإسبانية، الكندية، الأمريكية أو الإيطالية — أي أولئك القادرين على دخول المغرب دون عناء التأشيرة، وكأن السلطات المغربية أرادت أن تحصر الحضور في فئة محددة وتُقصي الجزائريين بشكل متعمد.
لتضاف هذه الفضيحة الجديدة إلى سلسلة التجاوزات التي تشهدها التحضيرات للبطولة، وتؤكد أن ما يجري ليس مجرد “سوء تنظيم”، بل سياسة ممنهجة لإقصاء الجزائريين جماهيرًا وأفرادًا، في وقت كان يُفترض أن تكون البطولة عرسًا إفريقيًا يجمع الشعوب لا مناسبة لزرع الحواجز والتمييز.
