يعيش المهاجم الجزائري يسري بوزوق واحدة من أكثر الفترات حساسية في مسيرته الكروية، حيث باتت مغادرته لنادي الرجاء البيضاوي المغربي مسألة وقت لا أكثر. اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا، الذي كان يُعوّل عليه ليكون أحد ركائز الفريق المغربي، اختار إنهاء مغامرته مع “النسور الخضر” بعد خلافات مع الإدارة والمدرب، ليصبح على أعتاب تجربة جديدة في مسيرته الاحترافية.
وبحسب موقع “هسبورت” المغربي، فإن بوزوق توصل إلى اتفاق نهائي مع إدارة الرجاء لفسخ العقد بالتراضي. الاتفاق يتضمن تنازل اللاعب عن مستحقات راتبيه لشهري سبتمبر 2024 ويناير 2025، بالإضافة إلى دفع مبلغ مالي إضافي للفريق المغربي مقابل الحصول على أوراق تسريحه. هذه الخطوة جاءت بعد مفاوضات شاقة بين الطرفين، لتجنب أي تصعيد قانوني أو نزاع رياضي قد يعقّد الأمور.
مع اقتراب رحيله، بدأت الأندية المهتمة بخدمات بوزوق في التحرك بسرعة. ووفقًا لمصادر متعددة، فإن نادي الفتح السعودي بات أبرز المرشحين لضم المهاجم الجزائري. النادي، الذي يعاني في ذيل ترتيب دوري روشن السعودي، يسعى لتعزيز خطه الهجومي بصفقات قوية، ويبدو أن بوزوق ضمن أولوياته. العرض السعودي، بحسب التسريبات، يتضمن راتبًا مغريًا للاعب، إلى جانب عرض مالي جيد لإقناع الرجاء بإتمام الصفقة.
لكن الفتح السعودي ليس الوحيد في السباق. في الجزائر، أبدت إدارة مولودية الجزائر رغبتها في استعادة بوزوق، حيث تسعى لضمه في فترة الانتقالات المقبلة. مصادر مقربة من المولودية أكدت أن النادي سيحاول إقناع اللاعب بالعودة إلى الدوري الجزائري، مع التعويل على عامل “العودة للوطن” كوسيلة ضغط إضافية. ومع ذلك، يبقى العرض السعودي أكثر إغراءً من الناحية المالية، ما يجعل مهمة المولودية صعبة، لكنها ليست مستحيلة.
ورغم اهتمام الأندية الجزائرية، إلا أن الفتح السعودي يظل الأقرب لضم بوزوق، خاصة مع قدرته على تقديم عرض مالي أكبر مقارنة بالمنافسين. وإذا ما اكتملت الصفقة، سيكون بوزوق جزءًا من الحملة التصحيحية التي يسعى النادي السعودي لتنفيذها من أجل الهروب من شبح الهبوط في دوري روشن.
وتأتي هذه التحركات بعد أن أبدى بوزوق رغبته الواضحة في مغادرة الرجاء، نتيجة توتر العلاقة بينه وبين المدرب، إضافة إلى عدم شعوره بالراحة داخل الفريق. وكشفت تقارير إعلامية أن اللاعب طلب عقد اجتماع مع الإدارة لحسم مستقبله، وهو ما تحقق في الأيام الأخيرة بعد الاتفاق على فسخ العقد بالتراضي.
تجربة بوزوق مع الرجاء لم تكن في مستوى التطلعات، حيث لم يتمكن من فرض نفسه كنجم للفريق، رغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها. فاللاعب يُعرف بمهاراته الفنية العالية وقدرته على خلق الفارق في المباريات، وهو ما جعله محط اهتمام عدة أندية، سواء داخل الجزائر أو خارجها.
وفي ظل الترقب الكبير للإعلان الرسمي عن فسخ العقد، يبقى السؤال الأهم: أين ستكون وجهة يسري بوزوق المقبلة؟ هل سيختار عرض الفتح السعودي المغري، أم سيقرر العودة إلى الجزائر حيث يتابعه أنصار مولودية الجزائر بترقب؟ في كل الأحوال، تبدو وجهته الجديدة فرصة لإعادة اكتشاف نفسه واستعادة مستواه، بعد تجربة لم تسر كما كان مخططًا لها مع الرجاء البيضاوي.
الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير يسري بوزوق، في انتظار الإعلان الرسمي عن فسخ العقد، وما سيعقبه من تحديد وجهته الجديدة. فهل ستكون السعودية محطته المقبلة، أم يختار العودة إلى الدوري الجزائري؟ جميع الخيارات تبقى واردة، ويبقى القرار النهائي بيد اللاعب نفسه.