حذر المدرب الجزائري في رياضة ألعاب القوى، منير دمبري، من ظاهرة تهدد مستقبل الرياضة في الجزائر، حيث شهدت الفترة الأخيرة انتقال عدد كبير من أبرز المواهب الشابة في ألعاب القوى إلى قطر، في مسعى للتجنيس.
وفي تصريح له لـ”الخبر”، قدّر دمبري أن أكثر من 20 عداءً واعداً من فئتي الأصاغر والأشبال، من مناطق متعددة من الجزائر مثل سطيف، المسيلة، تبسة، ووادي سوف، وحتى الجزائر العاصمة، قد غادروا إلى قطر العام الماضي، وبشكل أكبر هذا العام. وكان ذلك بموافقة أوليائهم، حيث انضموا إلى أندية وأكاديميات رياضية قطرية، ما يبدو أنه جزء من خطة قطر لاستقطاب أفضل المواهب الرياضية.
وأشار دمبري إلى حالة عياشي يونس، بطل الوثب العالي في فئة الأشبال، والذي كاد أن يفقده الوطن، لو لا تدخل عاجل من الوزير السابق للشباب والرياضة، حماد عبد الرحمان، الذي نجح في إقناعه بالعودة إلى الجزائر.
وحول أسباب هذه الظاهرة، أكد دمبري أن الدوافع تختلف من شخص لآخر، فبعضهم يبرر قراره بالتهميش، وآخرون يعزون ذلك إلى عدم توفر الظروف المناسبة لتطوير مواهبهم.
ودعا دمبري وزارة الشباب والرياضة إلى التدخل، مطالبًا الاتحاد الجزائري لألعاب القوى بفتح تحقيق في هذه القضية لكشف الأشخاص المتورطين في هذا النزيف، والعمل على وضع حد لهذه الظاهرة من أجل الحفاظ على هذه المواهب.
وذكّرت هذه الظاهرة بالوضع الذي عاشته كرة القدم الجزائرية في السنوات الأخيرة، حيث عملت قطر على استقطاب عدد من لاعبي كرة القدم الجزائريين. ففي فبراير من العام الماضي، تم تحويل ثلاثة لاعبين من نادي بارادو والمنتخب الوطني لفئة تحت 17 سنة إلى أندية قطرية، تمهيدًا لتجنيسهم. وقد امتدت هذه الظاهرة مؤخراً لتشمل المواهب الجزائرية في أوروبا، حيث انتقل خمسة لاعبين جزائريين من فرق سانت إيتيان، شاتورو، أوكسير، وإسبانيول إلى أندية قطرية في إطار خطة التجنيس.