أكدت بطولة كأس العالم للأندية 2025 والمقامة فعالياتها بأمريكا ، أن الأندية الإفريقية وخاصة فرق شمال القارة ، بعيدة كل البعد عن المنافسات الكبرى، بل أن تجاوز دور المجموعات أمر بعيد المنال، وهدف صعب التحقيق ، ليبقى الفوز في مباراة أو الخسارة بأخف الاضرار أكبر إنجازات ممثلي كرة القدم الإفريقية.
ومثلت بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تدور لأول مرة بمشاركة 32 فريقًا، فرصة للحديث عن الفجوة الكبيرة بين الأندية في قارات إفريقيا وآسيا وأندية أوروبا وأمريكا الجنوبية، إذ فشلت رسميا 3 أندية إفريقية من أصل 4 ممثلين للقارة، إلى حد أمس الثلاثاء ، في تجاوز دور المجموعات، وذلك بعد أن ودعت أندية الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي البطولة، وبات فريق صانداونز الجنوب إفريقي النادي الوحيد الذي لديه آمل في التأهل للدور ثمن النهائي، ذلك أنه يحتاج للفوز على فلومينينسي، اليوم الأربعاء، للعبور إلى الدور المقبل.
وفي إنتظار مصير صانداونز ، والذي تجمعه مساء اليوم الأربعاء 25 جوان ، مواجهة مصيرية بنادي فلومينينسي، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة ،
والتي سيدخلها الفريق الجنوب إفريقي بشعار «الفوز أو الخروج»، بعدما جمع ثلاث نقاط فقط من أول جولتين، إثر فوزه الصعب على أولسان هيونداي، وخسارته المثيرة أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 4-3، رغم تقدمه خلال المباراة، في إنتظار ذلك فإن مصير بقية الأندية الإفريقية ، وإن إختلفت النتائج التي حققتها فقد إشتركوا في نفس المصير وهو الخروج الرسمي من البطولة منذ الدور الأول وبعد خوض 3 لقاءات لكل فريق.
و كانت بداية النتائج السلبية للأندية الإفريقية ،ضمن منافسات كأس العالم للأندية، مع الوداد والأهلي ، واللذان تأكد خروجهما من الدور الأول بعد الجولة الثانية ، وودع الأهلي المونديال بعدما تعادل في مواجهتين ضد إنتر ميامي وبورتو البرتغالي، وخسر الثالثة ضد بالميراس ليتذيل المجموعة برصيد نقطين، مسجلا 4 أهداف ومستقبلا 6، كما أن الوداد خسر في الجولة الأولى أمام مانشستر سيتي بنتيجة 2-0، ثم شهد سقوطا كبيرا أمام يوفنتوس بنتيجة 4-1 ليسجل هدفا ويستقبل 6 في شباكه ، في إنتظار لقاءه للعين ضمن الجولة الأخيرة.
ولم يكن مصير الترجي الرياضي التونسي ، مختلفا كثيراً عن الأهلي والوداد ، بعد أن غادر كأس العالم للأندية مكتفيا بثلاثة مباريات انهزم خلالها أمام فلامينجو البرازيلي بهدفين دون رد ، ورغم تحقيقه الإنتصار في الجولة الثانية أمام المتواضع لوس انجلس الامريكي ،الا أنه إنقاد إلى هزيمة ثانية أمام إحتياطي تشيلسي الإنجليزي بنتيجة 3 أهداف مقابل صفر ، ليكمل الضلع الثالث للأندية الإفريقية المغادرة للاراضي الأمريكية منذ الدور الأول ، في إنتظار مفاجأة قد تأتي وقد لا تأتي من فريق صانداونز الجنوب إفريقي ، ولترفع الأندية الإفريقية شعار الخروج المشرف، وهي “الأكذوبة” التي يروج لها البعض للتغطية على فشل الأندية الإفريقية في المونديال، وليس في هذه النسخة فقط، حيث لم يفُز أي فريق إفريقي بكأس العالم للأندية من قبل، كما وصل فريقان فقط إلى النهائي خلال 20 نسخة سابقة.
وبالرغم من انتهاء مشوار هذه الأندية الإفريقية في كأس العالم للأندية 2025، فإن مايمكن الإشادة به من هذه النسخة المونديالية، هي المكاسب المالية الهامة التي غنمتها هذه الفرق من المشاركة ، وذلك ضمن الجوائز الضخمة التي خصصتها “الفيفا “، فالأهلي سيحصل على 10 ملايين دولار للمشاركة، وأقل من مليون دولار لكل تعادل، في المقابل سيجني الترجي 10 ملايين دولار للمشاركة، ومليوني دولار للفوز الوحيد، فيما سيحصل الوداد على مبلغ 9.55 مليون دولار، وهي القيمة الموحدة التي منحتها فيفا لأندية آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية المتأهلة، بحسب تصنيفها التجاري، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل بإمكان هذه النوادي إستغلال العائدات المالية لمونديال الأندية من أجل إعادة الهيكلة و التفكير في إنتدابات بإمكانها تغيير وجه الفريق ومحاولة المنافسة لا على المستوى المحلي أو الإفريقي ، ولكن على المستوى العالمي حتى لا نشهد نفس الخيبة لممثلي كرة القدم الإفريقية مع كل كأس عالم للأندية ؟ و ماهي الحلول الأخرى الممكنة لتقليص الفجوة بين مستوى الأندية الإفريقية وبقية نوادي العالم ؟