انتهت المواجهة التي جمعت المنتخب الزامبي بنظيره منتخب جزر القمر بالتعادل السلبي دون أهداف، في اللقاء الذي جرى مساء اليوم الجمعة على أرضية ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا 2025، في مباراة غلب عليها الطابع التكتيكي والحذر الكبير من الجانبين، بالنظر إلى أهمية النتيجة في حسابات التأهل.
دخل المنتخبان اللقاء بتركيز واضح على الجانب الدفاعي، حيث حاول المنتخب الزامبي فرض توازنه المعتاد والاعتماد على الاستحواذ وبناء اللعب بهدوء، لكنه واجه صعوبة في اختراق التكتل الدفاعي لجزر القمر، التي أغلقت المساحات جيدًا واعتمدت على المرتدات السريعة دون مجازفة.
ومع مرور الدقائق، بقي الإيقاع متوسطًا في الشوط الأول، واقتصرت الخطورة على بعض المحاولات الفردية والتسديدات البعيدة التي لم تشكل تهديدًا حقيقيًا على المرميين، في ظل يقظة الحارسين وانضباط الخطوط الخلفية من الجانبين.
في الشوط الثاني، ارتفع نسق اللعب نسبيًا بعد التغييرات التي أجراها المدربان بحثًا عن هدف يغيّر ملامح اللقاء، حيث كثفت زامبيا ضغطها الهجومي واقتربت من التسجيل في أكثر من مناسبة، أبرزها تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، فيما ردّ منتخب جزر القمر بمحاولات محتشمة من كرات ثابتة وهجمات معاكسة سريعة، لكنها افتقدت للدقة في اللمسة الأخيرة.
ورغم تبادل الفرص والاندفاع البدني في الدقائق الأخيرة، حافظ التعادل السلبي على نفسه إلى غاية صافرة النهاية، في مباراة عكست الندية الكبيرة بين المنتخبين، وبيّنت حجم الضغط الذي رافق هذا الموعد المفصلي في المجموعة الأولى.
وعلى مستوى الأرقام، سجل اللقاء تفوقًا نسبيًا لزامبيا في الاستحواذ بنسبة 54 بالمائة مقابل 46 بالمائة لجزر القمر، مع عشر تسديدات للمنتخب الزامبي مقابل ثماني محاولات لجزر القمر، منها ثلاث تسديدات على المرمى لزامبيا مقابل اثنتين للمنافس، إضافة إلى خمس ركنيات لزامبيا وأربع لجزر القمر، في حين شهدت المباراة تنافسًا بدنيًا واضحًا تُرجم بعدد معتبر من الأخطاء والإنذارات.
وبهذه النتيجة، رفع المنتخبان رصيدهما إلى نقطتين لكل واحد، لتبقى حظوظهما في التأهل قائمة لكنها مؤجلة إلى الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حيث سيكون الفوز الخيار الوحيد لتفادي الحسابات المعقدة وانتظار نتائج باقي المباريات.
