تحدث كمال يسلي، لاعب الوسط الذي مر بشبيبة القبائل بين 2013 و2016، عن انطباعاته بشأن أداء الفريق وما قام به بعد اعتزاله كرة القدم. كما شارك في حديثه عن مشاريعه الجديدة.
ماذا يفعل كمال يسلي الآن؟
الحمد لله، كل شيء على ما يرام بالنسبة لي. لقد مر الآن عامان منذ أن استقرت في الجزائر مع عائلتي الصغيرة. اتخذت هذا القرار لعدة أسباب شخصية، خاصة لأطفالي، لأنه كان من المهم بالنسبة لي أن يعيشوا هنا ويتعلموا تقاليد وثقافة البلد. أنا سعيد جداً بهذا القرار؛ فطفلاي وعائلتي في حالة جيدة هنا، وليس لدي أي ندم.
هل تتابع شبيبة القبائل هذا الموسم؟
نعم، أنا دائمًا أتابع أخبار شبيبة القبائل، وهو نادي كبير كنت محظوظًا بلعبه. هذا يعزز حبي لهذا النادي. أشاهد المباريات على التلفزيون كلما أتيحت لي الفرصة. للأسف، لم أتمكن بعد من زيارة الملعب الجديد، وهو بنية تحتية قمت بزيارتها قبل بداية البطولة. إنه حقًا جوهرة، والنادي يستحق ذلك بفضل تاريخه وإنجازاته.
ما رأيك في أداء الفريق حتى الآن؟
نتائج الفريق كانت جيدة حتى الآن. النادي يتصدر الترتيب مع مباراة مؤجلة. بالطبع، ليس كل شيء مثاليًا، لكن إذا كان النادي في المركز الأول، فلا يمكننا إلا أن نكون سعداء. تخيل عندما يكون كل شيء مثاليًا والفريق يعمل بشكل جيد. حينها، يمكن لشبيبة القبائل أن تحقق المزيد من الانتصارات وتذهب بعيدًا في البطولة، وربما تستعيد تألقها السابق.
كيف ترى التشكيلة الحالية لشبيبة القبائل؟
التشكيلة متوازنة إلى حد ما، مع لاعبين شباب واعدين يظهرون مستويات جيدة. وفي نفس الوقت، انضم لاعبو خبرة لتعزيز الفريق، مثل رياض بوديبوز. بصراحة، هو لاعب موهوب جدًا. رغم أن قدومه إلى الجزائر هو تجربة جديدة له، إلا أنه يجب أن يتأقلم، خاصة وأنه كان معتادًا على اللعب في أوروبا. بمجرد أن يجد نفسه بالكامل، أنا واثق أنه سيقدم أداءً رائعًا هنا. بالفعل، يظهر الكثير من الجودة ويكون حاسمًا في كل مرة يلمس فيها الكرة. الإدارة الحالية لشبيبة القبائل تحاول بناء شيء قوي، وهذا لن يحدث بين عشية وضحاها. الفريق خسر الكثير من النقاط على أرضه، لكنني متفائل بشأن مستقبل النادي.
من هم اللاعبون الذين جذبوا انتباهك أكثر ولماذا؟
اللاعب الذي جذب انتباهي أكثر هو بلا شك رياض بوديبوز، نظرًا لأنه الصفقة الأبرز للفريق. لم يفقد تقنيته إطلاقًا، وحتى الآن، يتألق. الآن، أتمنى أن يستعيد ثقته بنفسه 100% وأن يظهر المزيد من إمكانياته على أرض الملعب.
كيف تقيم مستوى لاعبي خط الوسط في الفريق؟
هناك جودة، لكنهم يفتقدون قليلاً للتجانس، في رأيي. كلما شاهدت مباراة، لاحظت نقصًا في التحكم الفني. أحيانًا يواجهون صعوبة في ربط الدفاع بالهجوم. ومع ذلك، هم لاعبون موهوبون ويحتاجون فقط للعمل على تنسيقهم. نأمل أن يتم حل كل هذه الأمور في مرحلة العودة، لأن ذلك قد يكون حاسمًا للفريق.
هل تثق في فرص فريقك السابق للمنافسة على المراكز الأولى حتى النهاية هذا الموسم؟
نادي كبير مثل شبيبة القبائل من المفترض أن ينافس دائمًا على المراتب الأولى، فهذا أمر بديهي. الفريق مر بفترة صعبة في السنوات الأخيرة، لكن الآن هناك ديناميكية جديدة. الجماهير كانت تنتظر هذا. الفريق على الطريق الصحيح: هو في المركز الأول، ولديه مباراة مؤجلة يجب الفوز بها. الطريق طويل، بالطبع، لكنني مقتنع بأنهم يمكنهم الذهاب حتى النهاية.
العديد من الانتقادات تتوجه إلى المدرب بن شيخة رغم تصدر الفريق. لماذا، في رأيك؟
بصراحة، المدرب يواجه آراء متباينة. لكل شخص الحق في رأيه عنه. شخصيًا، أعتقد أنه يؤدي عمله بشكل جيد، لأن الفريق يتصدر الترتيب. صحيح أن بعض المباريات لم تكن على المستوى المطلوب، لكن النتائج هي الأهم، وليس بالضرورة طريقة اللعب. حتى الآن، النتائج تتحدث لصالحه؛ يجب أن نمنحه الوقت للعمل على بناء فريق تنافسي. الانتقادات جزء من كرة القدم: بعضها بناء، وبعضها الآخر جارح. عندما تكون الانتقادات بناءة، يجب الاستماع إليها بعناية. لكن في مواجهة الهجمات الجارحة، من الأفضل المضي قدمًا دون إعطائها أهمية.
بعد مسيرتك الكروية، توجهت إلى التكنولوجيا، على عكس العديد من الآخرين الذين يختارون أن يصبحوا مدربين أو مديري فرق. لماذا اخترت هذا الاتجاه؟
خلال مسيرتي، حظيت بفرصة الاستثمار في العديد من الأنشطة التجارية في فرنسا، خاصة في قطاع المطاعم. بعد فترة COVID-19، شعرت بحاجتي للتغيير؛ لم يعد لدي الرغبة في الاستمرار في نفس الطريق. ثم جاءت فرصة للتوجه نحو التكنولوجيا الحديثة. أخذت الوقت للبحث والتعلم في هذا المجال. العديد من زملائي السابقين اختاروا البقاء في عالم كرة القدم، سواء كمديرين أو مدربين، لكن هذا لم يكن يهمني. أردت العودة إلى كرة القدم بطريقة مختلفة، وهنا جاءت التكنولوجيا الحديثة لتوفر لي هذه الفرصة. عملت على تعلم كل ما يجب فعله، والآن أكرس نفسي تمامًا لهذه المشاريع التي تخدم كرة القدم. حصلت على شهادة في الإدارة الرياضية، لأنها تتناسب تمامًا مع طموحاتي في مجال التجارة والتطوير. لذلك، إذا كنت سأعود إلى كرة القدم يومًا ما، سيكون في مجال تطوير الأندية، والتسويق، وما شابه.
حدثنا عن مشاريعك. هل تعتقد أن هذه المشاريع قد تحدث ثورة في عالم كرة القدم الوطني؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف؟
أولاً، أشكركم على منحني الفرصة للحديث عن مشاريعي. أطلقت مبادرتين: الأولى موجهة أساسًا للأندية، وهي تطبيق يمكن أن يولد إيرادات ضخمة لها. قدمت هذا المشروع لعدة أندية، بما في ذلك شبيبة القبائل. لقد حققنا الكثير من التقدم في هذا الموضوع، وتناقشنا بشكل مستفيض، وتمكنت من شرح هذه الفكرة المبتكرة وكل الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن توفرها. بصراحة، مع نادٍ مثل شبيبة القبائل، ستكون العوائد الاقتصادية ضخمة.
ماذا كانت ردودهم؟
ما زلت في انتظار الرد؛ القرار بيدهم، سواء بقبول المشروع أو رفضه. أعمل أيضًا على مشروع آخر: منصة موجهة للاعبين والأندية، التي من المفترض أن تُطلق في مارس المقبل. ستتيح هذه المنصة للاعبين الجزائريين والأجانب التواصل المباشر مع الأندية. لدينا شرف توقيع أول شراكة مع نادي من دوري المحترفين، الأولمبيك أكبو، الذي سيكون له وصول حصري إلى هذه المنصة. هذا يعني أن اللاعبين من جميع الولايات وحتى من الخارج سيكون لديهم فرصة لتسجيل أنفسهم. تم تصميم هذه المنصة خصيصًا للتوظيف من قبل الأندية، مما يوفر للاعبين الشبان في الجزائر فرصة لأن يتم اكتشافهم. هناك العديد من المواهب في بلادنا التي ليس لديها الاتصال أو الإمكانيات للانضمام إلى الأندية، وهذه المنصة صممت لمعالجة هذه المشكلة.