بعد ساعتين فقط من الآن، سيكون ملعب نيلسون مانديلا ببراقي مسرحا لنهائي كأس الجزائر المنتظر بين اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، في مواجهة لا تقتصر على التنافس الكروي فقط، بل تحمل أبعادًا رمزية وتاريخية، أبرزها عودة المدرب الفرنسي رولان كوربيس إلى المشهد، وهذه المرة من المدرجات.
كوربيس، الذي قاد سوسطارة في واحدة من أنجح فتراتها خلال موسم 2013، عاد إلى الجزائر بطلب رسمي من إدارة النادي لحضور النهائي الكبير، في خطوة تهدف إلى ضخ جرعة دعم نفسي وتحفيز إضافي قبل المواجهة النارية.
وكان المدرب الفرنسي قد كشف، في مداخلة تلفزيونية عبر برنامج L’Équipe du Soir، عن سعادته بدعوة الاتحاد، مؤكّدًا أنه لن يكون على مقاعد البدلاء “لكن من يدري؟ ربما أكون فأل خير كما حدث في آخر تتويج”. كما أضاف بابتسامة:
“سأتحدث مع اللاعبين هذا الأسبوع… ربما أقدّم بعض النصائح أيضا، ومن ثم نرى النتيجة.”
حضور كوربيس لم يكن شكليا فقط، إذ قام يوم الأربعاء الماضي بزيارة خاصة لمقر إقامة الفريق بعين البنيان، حيث التقى بالطاقم الفني واللاعبين، وقدّم كلمات تشجيعية أعادت الذاكرة إلى حقبته الذهبية مع الفريق، حين توّج مع الاتحاد بكأس الجزائر 2013 بعد الفوز على المولودية بهدف بن موسى الرائع.
وفي رسالة مؤثرة نشرتها الصفحة الرسمية للنادي، عبّر كوربيس عن فخره وارتباطه العاطفي باتحاد العاصمة، مؤكدا ثقته في العناصر الحالية، وواصفًا شباب بلوزداد بـ”الفريق القوي نظريا” لكن دون إغفال أن النهائيات لا تخضع للحسابات المسبقة.
لكن في خضم هذا الحضور الرمزي والتاريخي، يبقى السؤال الأبرز:
هل سيكتفي كوربيس بالمشاهدة من المدرجات؟ أم أن بصمته قد تظهر بين السطور، وربما تُنقل بعض ملاحظاته وتوصياته إلى المدرب المؤقت محمد لاسات عبر الهاتف أو بين الشوطين؟
فالكل يعلم أن لاسات، الذي أوكلت له مهمة قيادة الفريق بعد إقالة البرازيلي ماركوس باكيتا، يواجه اختبارا مصيريا. وحضور كوربيس، بخبرته العريضة وحنكته في المباريات الكبرى، قد يكون طوق نجاة تكتيكي أو على الأقل مظلة نفسية للطاقم الفني.
وبين ذكريات 2013 وآمال 2025، تترقب جماهير سوسطارة ليلة استثنائية…
فهل يكون كوربيس مرة أخرى “البركة” التي تعيد الكأس إلى خزائن الاتحاد بعد 12 سنة من الغياب؟ أم تبقى مشاركته رمزية لا أكثر؟