نجح المدرب التونسي، مراد العقبي، في كسب الرهان مع فريق شبيبة الساورة، حين تمكن في ظرف زمني وجيز من تغيير وجه الفريق بشكل جذري وقفز به من المراتب الأخيرة إلى مكانة مريحة، خاصة بعد أن قاده لتحقيق انتصارين متتالين أمام مولودية وهران واتحاد خنشلة، معيدا بذلك الأمل لعشاق “نسور الجنوب” بالتنافس على المراتب الأولى كسابق عهدهم، وارتأينا أن نجري حوارا مع المدرب التونسي الذي لبى طلبنا بصدر رحب وتحدث بعفوية كبيرة عن سر العودة القوية للساورة معه وأيضا عن أهدافه المستقبلية، كما تحدث ابن الساحل عن رأيه بخصوص مستوى البطولة الجزائرية واصفا إياها بأنها من بين الأقوى افريقيا، مبديا في الأخير انبهاره بمستوى يوسف بلايلي مؤكدا أنه افضل لاعب داخل قارة افريقيا دون منازع وأن عودته إلى صفوف الحضر باتت مطلبا ضروريا.
بداية كوتش، ماهو تقييمك لمشوارك مع شبيبة الساورة إلى حد الأن؟
كما تعلمون مغامرتي مع شبيبة الساورة انطلقت بعد مرور تسع جولات من البطولة الجزائرية، وقتها الفريق كان يعاني من أزمة نتائج والفريق كان يجد صعوبات كبيرة في تحقيق الفوز حتى داخل الديار، وانهزم تقريبا في كل المباريات خارج الديار، بطبيعة الحال البداية لم تكن سهلة بالنسبة لنا ونتائجنا كانت متذبذبة بعض الشيء، ولكن عرفنا كيف نستغل فترة التوقف جيدا واجرينا تربص مغلق في العاصمة لعبنا فيه مباراتين وديتين بالإضافة الى المباراة المتأخرة أمام مولودية الجزائر، ومع التدعيمات النوعية التي قمنا بها في الميركاتو، حققنا عودة قوية وفزنا في مباراتين على التوالي للمرة الأولى منذ بداية الموسم وهذا سيكون حافز كبير لنا لمواصلة التألق فيما تبقى من المشوار.
الكل أجمع على أن وجه الفريق تغير كليا منذ التحاقك بالعارضة الفنية ؟
شبيبة الساورة فريق كبير، وتعود على لعب الأدوار الأولى في المواسم العشر السابقة، وقدم وجه مشرف عن الكرة الجزائرية في منافسة رابطة ابطال افريقيا، وهذا ما حفزني على قبول التحدي والعمل مع هذا الفريق الذي لا يستحق المكانة التي كان يتواجد عليها في منتصف الموسم، الحمد الله تمكنا مع بعض من تحقيق نتائج جيدة نوعا رغم أني غير راض بشكل كلي عن الأداء وأدرك أننا قادرون على تحقيق الأفضل في المستقبل، وأستغل الفرصة لأشكر رئيس مجلس الإدارة مراد بلخضر على المجهودات الكبيرة التي يقوم بها مع الفريق وحرصه على وضعنا في افضل الظروف الممكنة.
هل ترى أنكم قادرون على التنافس على المراتب الأولى ؟
كل شيء ممكن في البطولة الجزائرية التي تعرف تنافسية كبيرة، قبل مباريات فقط كنا ضمن فرق المؤخرة وعلى بعد ألأربع نقاط فقط من أول المهددين بالسقوط، وبعد فزنا في اخر مباراتين تقدمنا في الترتيب ولم يعد يفصلنا عن البوديوم 7 نقاط، الموسم تبقت منه 13مباراة كاملة أي حسابيا 46 نقطة لا تزال في المزاد، وسنعمل بجدية كبيرة حتى نكون جاهزين ونخوض كل المباريات بنفس العزيمة والإرادة ولم لا احتلال مركز في مركز يليق بسمعة ومكانة شبيبة الساورة.
ما رأيك في المستوى العام للدوري الجزائري ؟
أنا أعرف البطولة الجزائرية جيدا حتى قبل أن أعمل فيها سواء مع اتحاد خنشلة أو شبيبة الساورة، أؤكد أن مستوى البطولة الجزائرية هذا الموشم شهد طفرة حقيقية من حيث المستوى الفني والتنافس الشديد، فالدوري الجزائري على خلاف معظم الدوريات في افريقيا لا يمكنك اطلاقا أن تتنبأ بمن سيتوج باللقب في نهاية الموسم، نظرا لتواجد ما يقارب 6 اندية كبيرة وتملك كل الإمكانيات من أجل التنافس ونيل اللقب، وأؤكد أن تواجد اندية جزائرية فقي أدوار متقدمة من المنافسات القارية لم يكن محض الصدفة، وأضيف شيء أخر، هو أن الملاعب الجديدة التي تدعمت بها الكرة الجزائرية ساهمت كثيرا في رفع المستوى الفني.
كيف ترى حظوظ الأندية الجزائرية في المنافسات القارية ؟
بخصوص كأس الكاف، أرى أن مباراة اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة ستكون قمة في الاثارة وستعطي افضل صورة عن الكرة الجزائرية في افريقيا، خاصة أن الفريقين يملكان قاعدة جماهيرية جارفة، أما من حيث حظوظ كل فريق أرى أنها متساوية رغم بعض الأفضلية للاتحاد من حيث نوعية اللاعبين او الخبرة القارية ولكن في المباريات الاقصائية كل شيء كممكن والنادي القسنطيني يملك كل الإمكانيات للذهاب بعيدا، أما بخصوص مولودية الجزائر أرى أن القرعة لم ترحم الفريق واوقعته مع اقوى فريق في النسخة الحالية، ولكن واثق من أن تشكيلة المدرب بن يحيى قادرة على مفاجأة الخصم وخطف تأشيرة التأهل بشرط الفوز في مباراة الذهاب بالجزائر دون تلقي أي هدف.
نود أن نأخذ رأيك بخصوص مستوى يوسف بلايلي مع الترجي التونسي ؟
يوسف لاعب خارق للعادة وعندما يكون في قمة مستواه الفني والبدني لا أحد بإمكانه أن يوقفه، أؤكد لك أن كل الأمال في الترجي التونسي معلقة عليه لقيادة الفريق للتتويج برابطة ابطال افريقيا بعدما فعلها مرتين من قبل، المستوى الذي يقدمه بلايلي هذا الموسم مع الترجي فقط من يتحدث عنه فهو اللاعب الأكثر مساهمة تهديفيا داخل القارة وهو يصنع أشياء ذكرتنا جميعا بنسخة 2019 حين قاد الخضر لتحقيق انجاز تاريخي في كان مصر، ولست هنا لأتدخل في مهام مدرب المنتخب الجزائري بيتكوفيتش فهو ادرى مني بعمله وبمصلحة المنتخب ولكن أرى أن عودة بلايلي الى المنتخب أصبحت مطلبا ضروريا، فهو قادر على مساعدة الخضر كثيرا سواء في تصفيات كاس العالم أو في كان المغرب، ويمكن اختصار القول بأن بلايلي هو سيد افريقيا.
