يقدّم المهاجم مروان زروقي انطلاقة لافتة هذا الموسم مع نادي وفاق سطيف، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق منذ بداية البطولة. اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، المنتقل خلال الميركاتو الصيفي من شباب بلوزداد، وجد في أجواء “عين الفوارة” البيئة المثالية لاستعادة الثقة وإحياء موهبته التهديفية بعد موسمين معقدين غابت خلالهما الابتسامة عن وجهه الكروي.
ورغم البداية المتعثّرة للوفاق، الذي اكتفى بفوزٍ وحيد مقابل أربع تعادلات وهزيمتين، مكتفيا بسبع نقاط وضعته في المركز الرابع عشر، فإن زروقي ظلّ النقطة المضيئة في تشكيلة “النسر الأسود”. فقد فرض نفسه بسرعة بفضل أدائه القوي وحسّه التهديفي العالي، ليصبح أحد أبرز ركائز الفريق الهجومية في موسم يبحث فيه الوفاق عن ذاته.
وقد بصم المهاجم الشاب على لحظة حاسمة حين قاد فريقه إلى فوزه الوحيد هذا الموسم، بتوقيعه ثنائية ثمينة في “داربي الشرق” أمام شباب قسنطينة، في مباراة أعادت اسمه إلى الواجهة وذكّرت المتابعين بالنسخة المتألقة التي عرفوها أيام بروزه مع نادي بارادو.
زروقي، خريج أكاديمية بارادو، عرف مسارا متقلبا تخللته إصابات متكررة وتجربة صعبة مع شباب بلوزداد، حيث وجد نفسه محجوبا خلف أسماء كبيرة مثل إسلام سليماني وأيمن محيوص. لكنه اليوم يعيش فترة انتعاش واضحة، ومع تسجيله أربعة أهداف في سبع مباريات، يتصدر ترتيب هدافي الرابطة الأولى، في إشارة صريحة إلى عودته القوية إلى دائرة الضوء.
وراء هذه الصحوة يقف طموح لاعب ناضج يسعى إلى إعادة كتابة مسيرته بعد اختيارات لم تخدمه في السابق، أبرزها انتقاله إلى “السياربي” رغم العروض الكثيرة التي تلقاها محليا وخارجيا. لكن القدر قاده إلى سطيف، المدينة التي أنجبت كبار المهاجمين، لتكون محطته الجديدة فرصة حقيقية لإحياء مسيرته.
اليوم، لا يبحث مروان زروقي عن الأهداف فقط، بل عن هوية جديدة تعيد له الاعتبار وتمنح الوفاق الأمل في تجاوز أزمته.
فهل يكون الموسم الحالي بداية عودة الهداف الذي رفض أن ينطفئ؟
