عرف ملعب البريد في الرباط، يوم الخميس 13 نوفمبر، مشاهد فوضوية بسبب تسربات مائية واسعة خلال مباراة الملحق بين الكاميرون والكونغو الديمقراطية. فقد وصلت المياه إلى المدرجات المخصّصة للجماهير وكبار الضيوف وحتى للإعلاميين، ما جعل متابعة اللقاء في ظروف طبيعية أمراً بالغ الصعوبة.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة الأسئلة المتعلقة بجاهزية بعض المنشآت الرياضية، وأظهرت نقائص واضحة في إتمام الأشغال، في وقت لم يعد يفصل المغرب سوى شهر واحد عن افتتاح كأس إفريقيا للأمم 2025، المقررة من 21 ديسمبر إلى 18 جانفي.
ظروف عمل خطيرة تؤدي إلى مأساة
في المقابل، أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً، حيث تُظهر عمالاً يشتغلون في ظروف خطيرة، خصوصاً على ارتفاعات شاهقة دون وسائل حماية كافية. هذه الوضعية كانت وراء حادث مؤسف أودى بحياة أحد العمال، بعد سقوطه خلال عملية تنظيف واجهة ملعب ابن بطوطة بمدينة طنجة.
ويسلّط هذا الحادث الضوء على ثغرات كبيرة في إجراءات السلامة داخل بعض مواقع الأشغال، ويفتح الباب أمام مطالب متزايدة بفرض رقابة صارمة لضمان حماية العاملين.
ازدواجية صارخة في التغطية الإعلامية
وسائل الإعلام الدولية التي لم تتردد في انتقاد ظروف العمل خلال مونديال قطر 2022، فإنها تلتزم اليوم صمتاً لافتاً أمام المخاطر التي يواجهها العمال في مواقع إنشاءات الملاعب بالمغرب
رغم تداول صور تُظهر عمالاً مغاربة يعملون دون تجهيزات سلامة مناسبة فضلت الصحافة غض النظر، ما يعكس تعاطياً إعلامياً بمعايير متباينة عندما يتعلق الأمر بإنتقاد تحضيرات المغرب لكأس أمم أفريقيا 2025.

