حقق المنتخب الوطني الجزائري سهرة اليوم فوزا مستحقا على نظيره البوتسواني بثلاثة أهداف مقابل واحد، ضمن الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم 2026، على أرضية ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو. انتصار جديد يعزز سلسلة النتائج الإيجابية لـ”الخضر” على هذا الصرح الكروي الحديث، ويفتح النقاش حول إمكانية أن يصبح المعقل الرئيسي للمنتخب الوطني مستقبلا.
منذ افتتاحه سنة 2024، ارتبط الملعب بانتصارات عريضة للجزائر، بداية بالفوز على ليبيريا (5-1) في تصفيات كأس أمم إفريقيا، ثم الانتصار على موزمبيق بالنتيجة نفسها في التصفيات المونديالية، قبل أن يؤكد المنتخب حضوره بفوز جديد على بوتسوانا (3-1). ثلاث مباريات رسمية، ثلاثة انتصارات، وحصيلة مثالية جعلت من تيزي وزو أرضية مواتية لانتصارات الخضر.
ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن معقل جديد دون العودة إلى الملعب التاريخي مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي ظل لسنوات طويلة “مقبرة” للمنافسين وملاذا لانتصارات الجزائر. هناك خاض المنتخب 44 مباراة رسمية، فاز في 36 منها، تعادل في 7، وخسر مرة واحدة فقط.
ومن أبرز المحطات، الفوز الحاسم على بوركينا فاسو سنة 2013، الذي فتح الباب أمام مشاركة تاريخية في مونديال البرازيل 2014، حيث بلغ الخضر الدور الثاني وواجهوا ألمانيا بندية كبيرة. لكن الأفراح على أرضية تشاكر توقفت مع الخسارة الصادمة أمام الكاميرون في مارس 2022، والتي حرمت الجزائر من بلوغ مونديال قطر، لتطوي صفحة مشرقة من تاريخ المنتخب على ذلك الملعب.
منذ ذلك التاريخ، تنقل “الخضر” بين ملاعب وهران وعنابة وقسنطينة والعاصمة دون أن يجدوا الاستقرار، إلى أن جاء ملعب حسين آيت أحمد ليمنحهم كل مقومات النجاح: أرضية ممتازة تسمح بتقديم كرة هجومية، حضور جماهيري غفير يصنع أجواءً حماسية، مرافق حديثة بمعايير دولية، إضافة إلى نتائج إيجابية عززت ثقة اللاعبين والجمهور على حد سواء.
وكما كان تشاكر يوما “مسرح الأفراح” للكرة الجزائرية، يبرز اليوم ملعب حسين آيت أحمد كخليفة محتمل. ومع كل انتصار جديد، يزداد ارتباط الجمهور به، ويبقى السؤال مفتوحا: هل يسجّل هذا الصرح اسمه في ذاكرة الجزائريين كمعقل تاريخي جديد لمحاربي الصحراء ومسرحاً لكتابة أمجاد قادمة؟