بالرغم من أن المنتخب الوطني الجزائري حقق المهم في آخر مبارتين ضمن تصفيات المونديال القادم ، بعد إنتصار أمام بوتسوانا وتعادل كضيوف أمام منتخب غينيا في انتظار الأهم وهو الفوز على الصومال و ضمان الترشح رسميا إلى كأس العالم 2026، إلا أن المتمعن في مردود العناصر الوطنية وخاصة منها حراسة المرمى ، يجد نفسه بالضرورة في حالة من الغموض بخصوص هوية حارس المرمى الذي بإمكانه طمئنة الجميع حول حراسة عرين منتخب “الخضر “خلال الفترة القادمة وضمن التظاهرات الكبرى إفريقيا أو عالميا.
ويعيش المنتخب الجزائري هذه الفترة، بقيادة المدرب بيتكوفيتش ، حالة من البحث المستمر عن هوية الحارس الأساسي الذي بإمكانه أن يمنح الثقة لزملاءه وخاصة لخط الدفاع ، والذي يعاني بدوره من عدة ثغرات وجب مراجعتها قبل فوات الأوان، بالرغم وأنه عبر التاريخ لم يشهد المنتخب صعوبات في مركز حارس المرمى، حيث كانت الخيارات متوفرة كل مرة، لكن منذ ظهور مبولحي في مونديال 2010، لم يبرز حارس بديل ينافسه على مركزه، أو يستغل الفرصة لتطوير إمكانياته وإثبات جدارته بحراسة مرمى المنتخب الأول.
وما يؤكد حيرة المدرب بيتكوفيتش حول حراسة المرمى أنه إستدعى، منذ حلوله بالجزائر في فيفري 2024، 7 حراس مرمى، هم ألكسيندر أوكيجيا ، أسامة بن بوطو ، أليكسيس قندوز، زكريا بوحلفاية ، أنتوني ماندريا ومصطفى زغبة و طارق بوسدر ، وبالرغم من هذا العدد الهائل لحراس المنتخب لم يتمكن الناخب الوطني من الاستقرار على حارس واحد أساسي، مثلما كان عليه الحال على مدى خمسة عشر عامًا مع رايس مبولحي، بعد فشل كل الحراس في إثبات وجودهم وأحقيتهم بحراسة عرين المنتخب .
وإذا إستثنينا الحارس ألكسندر أوكيدجا الذي تعرض إلى إصابة خطيرة على مستوى الركبة في بداية مغامرته الجديدة مع نادي آي إم تي بلغراد الصربي ،والتي ستبعده عن الملاعب لأشهر طويلة، فإن بقية الاسماء مازالت تبحث عن إثبات قدراتها وإقناع الإطار الفني للمنتخب الوطني في مرحلة أولى ، وإقناع الجماهير الجزائرية في مرحلة ثانية بأحقيتهم في التواجد ضمن التشكيل الأساسي لمنتخب “الخضر “، فحارس المولدية أليكسيس قندوز، تولى هذه الخطة في المباريات الأخيرة إلا أنه مايزال بعيدا عن مستواه الذي يجعلنا نطمأن إلى حراسة عرين المنتخب ،وهو العائد من بطولة إيران والتي لايمكن مقارنتها بمستوى بطولات كبرى ككأس أمم إفريقيا أو كأس العالم ، أما زكريا بوحلفاية ورغم تألقه بشكل لافت خلال الموسم الماضي مع فريقه شباب قسنطينة ضمن مسابقتي الدوري الجزائري وكأس الكونفدرالية الأفريقية، فإنه لايزال تحت إختبار بيتكوفيتش وينتظر الفرصة التي قد تأتي وقد لا تأتي ، ليبقى في رصيده الإيجابي تمثيل معظم منتخبات الجزائر للفئات السنية.
أما أسامة بن بوط ، فإن البعض يرى أنه الأقدر على حراسة مرمى المنتخب ، فمثلا الحارس السابق للمنتخب الوطني، مليك عسلة يرى أنه هو من يستحق مكانة أساسية في “الخضر” من دون منازع، حيث يقول عسلة في تصريح إعلامي : “إنه بن بوط، يلعب كؤوس إفريقية بشكل منتظم سواء مع شبيبة القبائل أو حاليا مع اتحاد العاصمة، و يملك الخبرة ومباريات كثيرة إفريقية وألقاب، وأتساءل لما لا يُمنح فرصة”.
ليبقى التساؤل المطروح ، بعد أن خاض منتخب “الخضر” أكثر من 20 مباراة رسمية وودية مع بيتكوفيتش لماذا لم يشارك في تلك المواجهات أي حارس في ثلاث مباريات متتالية ، صحيح أن الأسباب تبقى مختلفة، ولكن المؤكد أن ما صعّب مأمورية المدرب في الاستقرار على حارس أساسي هو غياب “الفورمة” على الحراس المذكورين سابقا، وهو ماشكل مأزقا للناخب الوطني لأن ضمان حارس مرمى أساسي في أي فريق أو منتخب يعتبر ركيزة أساسية تضمن الاستقرار في أي دفاع وتزرع الثقة المتبادلة بينه وبين المدافعين، وهو ماوجب على الإطار الفني للمنتخب الوطني وخاصة مدرب الحراس البحث والتمعن في هذه النقطة قبل خوض غمار كأس امم إفريقيا ، وهي التظاهرة الرياضية الأقرب زمنيا ، قبل الحديث عن المشاركة في الحدث الرياضي الأكبر ، وهو كأس العالم 2026 والذي تبقى المشاركة فيه رهينة الفوز على منتخب الصومال بداية شهر أكتوبر القادم.