بعد تأهل مولودية الجزائر إلى الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا على حساب فاسيل الليبيري، تتطلع جماهير العميد للتعرف على خصمها الجديد، نادي كولومب سبورتيف دي دجا إي لوبو الكاميروني، الذي فرض نفسه مؤخرا كأحد أبرز الأندية الصاعدة في القارة. ورغم أفضلية المولودية من حيث الخبرة والتاريخ القاري، إلا أن منافسه أظهر شخصية قوية بعدما أقصى جاراف السنغالي من عقر داره، ما يجعله خصما عنيدا يستحق كل الحذر.
جذور الفريق ومسيرته المحلية
تأسس نادي كولومب سبورتيف سنة 1953 بمدينة سانغميليما في إقليم الجنوب الكاميروني. ولوقت طويل ظل بعيدا عن دائرة الأندية الكبرى، قبل أن يعرف تحولا تاريخيا في السنوات الأخيرة. ففي موسم 2024-2025، نجح في التتويج بلقب الدوري الكاميروني MTN Elite One لأول مرة في تاريخه بعد صراع مع أندية عريقة على غرار كانون ياوندي وفوفو. كما أحرز كأس الكاميرون 2024 عقب فوزه في النهائي على إيجل رويال، ليحقق ثنائية غير مسبوقة رفعت مكانته ورسخت حضوره بين كبار الكرة الكاميرونية.
الحضور القاري الأول
من خلال هذه الثنائية، حجز كولومب بطاقة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا لأول مرة. ورغم حداثة التجربة، فقد دخلها بروح قتالية عالية، حيث تعادل ذهابا على أرضه أمام جاراف، ثم عاد بإنجاز تاريخي من السنغال بفضل هدف المهاجم آدم موسى “باتو”. هذا التأهل من خارج الديار أعطى صورة واضحة عن شخصية الفريق، الذي يجمع بين الطموح والانضباط التكتيكي.
نجوم الفريق ومفاتيح اللعب
يعوّل كولومب بشكل كبير على خبرة المهاجم المخضرم لياندر تاوامبا، الاسم المعروف للجماهير الجزائرية منذ مواجهة “الخضر” في ملحق مونديال 2022، والذي تألق لسنوات في الدوري السعودي مع التعاون. إلى جانبه يبرز باتو، صاحب هدف التأهل في تييس، ليشكلا ثنائيا هجوميا يجمع بين التجربة والحسم. كما يعتمد الفريق على انضباط دفاعي لافت، وحارس مرمى مميز هو سومبانغ، الذي كان أحد أبرز مفاتيح التأهل من الدور الأول.
ثغرات قد يستغلها العميد
ورغم الطفرة التي يعيشها، إلا أن قلة خبرة كولومب قاريا تبقى نقطة ضعف واضحة أمام فرق تملك تقاليد طويلة في البطولة. صعوبة إدارة مباريات الذهاب والإياب قد تشكل عقبة أمام لاعبيه، وهو ما يتعين على المولودية استغلاله بعقلانية لتأمين التأهل.
المواجهة المرتقبة
ستلعب مباراة الذهاب بالكاميرون بين 17 و19 أكتوبر 2025، على أن يُحسم كل شيء في لقاء الإياب بالجزائر بين 24 و26 من الشهر ذاته. المولودية، التي دخلت بقوة إلى الساحة القارية بفوز عريض على فاسيل الليبيري (3-0)، تطمح لتأكيد جاهزيتها وقطع خطوة جديدة نحو دور المجموعات، في طريق حلم النجمة الثانية الغائبة منذ 1976.
المواجهة بين مولودية الجزائر وكولومب سبورتيف تجمع بين نادٍ عريق يملك تجربة قارية واسعة، وآخر يعيش أجمل فتراته محليا ويسعى لفرض نفسه إفريقيّاً. احترام الخصم والتعامل معه بجدية سيكونان مفتاح العميد لتفادي أي مفاجأة، خاصة وأن الفريق الكاميروني أثبت أنه قادر على قلب التوقعات حتى خارج أرضه، وهو ما يزيد من ترقب “الشناوة” لهذه القمة الإفريقية المنتظرة.