يدخل المنتخب الوطني الجزائري، اليوم، غمار معسكره التحضيري بمعنويات مرتفعة وتطلعات كبيرة، استعدادا للجولتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم 2026، أمام الصومال يوم التاسع من أكتوبر، ثم أوغندا يوم الرابع عشر منه.
الهدف واضح هذه المرة: حسم التأهل رسميا إلى المونديال ووضع نهاية سعيدة لمسار التصفيات.
ما يبعث على التفاؤل داخل بيت “الخضر” هو المستوى المميز الذي يقدّمه المهاجمون الجزائريون في أنديتهم، إذ يعيش أغلبهم فترة انتعاش هجومي مثالية في التوقيت الأنسب، وهو ما يمنح المدرب فلاديمير بيتكوفيتش هامشا واسعا من الخيارات والاطمئنان قبل الموعدين الحاسمين.
في فرنسا، يواصل إيلان قبال تألقه اللافت مع نادي باريس أف سي، بعدما بصم على هدف جديد أمام لوريان في الجولة السابعة من “الليغ 1″، رافعا رصيده إلى أربعة أهداف في ست مباريات. بهذا الإيقاع، بات من بين أفضل الهدافين في الدوري الفرنسي، وأحد الأوراق الهجومية الأكثر تأثيرا بفضل سرعته وقدرته على صناعة الفارق في اللحظات الحرجة.
أما في مرسيليا، فقد استعاد أمين غويري بريقه في الوقت المناسب، حين دخل بديلا أمام ميتز ليسجل أول أهدافه هذا الموسم ويمنح تمريرة حاسمة. اداء أعاد له الثقة، وكأن المهاجم أراد أن يعلن عودته قبل الالتحاق بمعسكر “الخضر”. بيتكوفيتش يدرك جيدا أن غويري الواثق قادر على صنع الفارق في المباريات التي تُحسم بالتفاصيل الصغيرة.
وفي ألمانيا، يواصل محمد أمين عمورة، هداف الخضر في التصفيات، حضوره القوي مع فولفسبورغ، بعدما قدّم تمريرة حاسمة جديدة أمام أوغسبورغ رغم الخسارة (3-1). المهاجم الجزائري يملك في رصيده حتى الآن هدفين وتمريرتين حاسمتين مع ناديه هذا الموسم، ويؤكد مرة أخرى أنه من طينة المهاجمين العصريين الذين يجمعون بين السرعة، والذكاء، والفاعلية العالية أمام المرمى.
هذه المؤشرات تمنح بيتكوفيتش قدرا كبيرا من الارتياح قبل انطلاق معسكر سيدي موسى، خصوصا بعد مرحلة من التجارب التكتيكية التي خاضها في الأشهر الماضية. واليوم، يبدو أن الرجل وجد أخيرا معالم التوازن الهجومي، مع لاعبين جاهزين بدنيا ومعنويا لخوض مباراة الصومال، التي قد تفتح رسميا أبواب المونديال أمام “محاربي الصحراء”.
وسيلتحق المنتخب بمدينة وهران يوم الأربعاء، إستعدادا لمواجهة الصومال على ملعب ميلود هدفي، قبل الانتقال لاحقا إلى تيزي وزو لملاقاة أوغندا في ملعب “حسين آيت أحمد”.
فوز واحد أمام الصومال سيكون كافيا لإعلان التأهل رسميا، ما يجعل اللقاء موعدا مفصليا في مسيرة بيتكوفيتش مع المنتخب.
المدرب السويسري يدرك أن المعادلة بسيطة: الجاهزية الفردية تحققت، لكن الرهان الآن هو تحويلها إلى قوة جماعية قادرة على إنهاء المهمة بلمسة بطل.
أكرم ب