يستعد المنتخب الوطني الجزائري ظهر الغد لخوض مباراة الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم عن القارة السمراء لحساب المجموعة السابعة.
يواجه أبناء المدرب الوطني جمال بلماضي منتخب الموزمبيق في ملعب “ناسيونال دو زامبيتو” بمدينة “مابوتو” الموزمبيقية، ويستعد رفقاء القائد رياض محرز لتحقيق الفوز في الجولة الماضية داخل الديار امام الصومال في الجزائر، وهو ما يسعى اليه الفريق المنافس اليوم، حيث يبحث عن تأكيد انطلاقته الجيدة، في ارضه، بعد الفوز الذي عاد به في الجولة الأولى من بوتسوانا، واشتعلت المجموعة السابعة مبكرا بعد فوز غينيا في اللحظات الأخيرة على أوغندا بهدف لصفر لتتساوى مع الجزائر والموزمبيق في الصدارة بـ 3 نقاط لكل منهم.
الأخطاء غير مرغوبة في مشوار لا يزال طويلا
يعلم محاربو الصحراء أنه لا مجال للأخطاء في تصفيات طويلة كالتي يخوضونها حاليا، خاصة وأن منتخب غينيا تحديدا يمثل خطرا محدقا على الخضر بلاعبيه المميزين، وكان المدرب الوطني جمال بلماضي قد اشتكى من جدولة المباريات، فالمنتخب الوطني الجزائري سافر لمدة 10 ساعات إلى موزمبيق مباشرة بعد نهاية لقائه امام الصومال، وسيلعب بعدها بساعات قليلة، مما قد يلقي بظلاله على مستوى اللاعبين بسبب الإجهاد، من جراء عناء السفر واللقاء الفارط امام الصومال، إذ يسعى المدرب الوطني جمال بلماضي لتسير هذه الجولة بذكاء وحكمة، املا منه في العودة بالفوز من هذه الخرجة وتحقيق العلامة الكاملة من فترة التوقف الدولي الخاصة بشهر نوفمبر الحالي قبل التركيز لاحقا على “الكان”.
آيت نوري وبن سبعيني منتظرين أساسيين
ومن المتوقع ان يجري المدرب الوطني جمال بلماضي بعض التغييرات خلال مباراة الغد امام موزمبيق، حيث يمنع الوقوع في الهفوات الدفاعية، بالنظر الى قوة المنافس وظروف المباراة، ويرتقب ان يعيد الناخب الوطني جمال بلماضي الثنائي رامي بن سبعيني وريا آيت نوري الى خط الدفاع، فالاول سيأخذ مكانه في محور الدفاع الى جانب ماندي، والثاني سيكون على الرواق الايسر، وذلك بعدما فضل بلماضي ان يدخل المباراة الماضية امام الصومال بتوغاي ولعروسي، ويأمل الناخب الوطني جمال بلماضي في ان يرى خط دفاع الخضر يستعيد توازنه بعودة آيت نوري وبن سبعيني بعدما كان مذببا في اللقاء الفارط.
بلماضي قد يعول على بن طالب وفيغولي لإعادة التوازن في الوسط
ويمثل خط وسط ميدان الخضر الحلقة التي اثارت الكثير من الجدل، مادفع مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي الى اجراء بعض التغييرات على هذا الخط، حيث من المتوقع ان يسعى بالماضي لإعادة التوازن الى هذا الخط من خلال التعويل على اللاعب العائد من الإصابة نبيل بن طالب، وأيضا سفيان فيغولي، خاصة وان الثنائي يمتلك خبرة طويلة في ادغال افريقيا، وهو ما يحتاجه الخضر اليوم، في حين من المنتظر ان يعود امين غويري الى دكة البدلاء، اين سيعول المدرب على اللاعبين أصحاب الخبرة على غرار محرز وسليماني وبونجاح، في حين يبقى الامر غير واضح بخصوص من سيدخل بين شايبي وعمورة ووناس في التشكيلة الأساسي لمباراة اليوم.
مشكلة الجناح الأيسر والتجارب المتكررة
لم يجد مدرب “الخضر” البديل المناسب والمثالي ليوسف بلايلي على الجهة اليسرى من خط الهجوم لحد الآن، فبعد استعانته في مناسبات سابقة لسعيد بن رحمة دون إقناع، وتخليه عن الخيارات الأخرى في صورة ياسين براهيمي المتألق بشكل لافت مؤخرا، وبدرجة أقل يوسف بلايلي، الذي دفع ثمن مشاكله المتكررة في مسيرته الاحترافية، اصطدم بلماضي بعدم تأقلم أمين غويري مع المنتخب الوطني، حيث لم يقدم هذا الأخير أداء مقنعا لحد الآن يوازي إمكاناته الفنية الكبيرة.
وتبرز المعطيات الحالية أن اللاعب محمد أمين عمورة هو الوحيد المقنع في هذا المنصب تبعا للخيارات المتاحة، في وقت أن بديله غويري لم يصل إلى المستوى المطلوب، وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة بخصوص أهمية تواجده في كأس إفريقيا المقبلة، وهو الذي يحتاج، حسب المحللين، إلى فترة تأقلم أطول مع “الخضر”.
مستوى غويري مع الخضر يثير الجدل
لم يتمكن اللاعب أمين غويري من ترك أي بصمة تهديفية منذ انضمامه الى صفوف المنتخب الوطني الجزائري خلال فترة توقف أكتوبر الماضي، وكذلك خلال مباراة الصومال الأخيرة، وكان نجم استاد رين قد قرر مؤخرا تغيير جنسيته الكروية من فرنسية إلى جزائرية، مستفيدا من لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما سمح له بحمل قميص محاربي الصحراء، وفرض غويري نفسه كأحد نجوم الدوري الفرنسي خلال السنوات الأخيرة، ما جعل قيمته التسوقية تصل الى مبلغ 35 مليون أورو في بورصة الموقع المختص “ترانسفير ماركت”، وخاض اللاعب صاحب الـ23 عاما ثلاثة مباريات مع الخضر، أمام الرأس الأخضر ومصر وأخيرا ضد الصومال، وفشل خريج مدرسة شبان ليون في ترك انطباعات جيدة خلال هذه المباريات، حيث لم ينجح في تسجيل أو صناعة أي هدف مما جعله في مرمى انتقادات الجماهير، وعول المدرب جمال بلماضي على أمين غويري في مركز المهاجم المتقدم أمام مصر وفي منصب الجناح الأيسر خلال المواجهتين أمام الرأس الأخضر والصومال، ومن المتوقع أن يبدء غويري خلال مواجهة الغد ضد موزمبيق على دكة البدلاء، على أن يقع إقحامه في الشوط الثاني وفقا لتطورات النتيجة الحاصلة في الملعب.
رياض محرز الحاضر الغائب
ظهر رياض محرز، نجم نادي الأهلي السعودي، مرة أخرى بمستوى متواضع في مواجهة الصومال،في مواصلة لما قدمه الفترة الماضية من أداء متواضع لا يمثل مكانته في “الخضر” كقائد فعلي وملهم على أرضية الملعب، حيث بات بمثابة اللاعب الحاضر الغائب ودون لمسة واضحة في أداء المنتخب الوطني، في وقت كان من المفروض فيه أن يتقمص دور المنقذ وصاحب الحلول في الأوقات الصعبة.
ويرى الكثير من المحللين بأن بلماضي مطالب بمراجعة حساباته بخصوص محرز، والضغط عليه “فنيا” لحمله على تقديم أفضل أداء ولن يمر ذلك إلاّ عبر إجلاسه على دكة البدلاء لإشعاره بضرورة النهوض من جديد، مع منح الفرصة لأسماء أخرى في هذا المنصب، وفي مقدمتهم آدم وناس، الذي يكتفي حاليا بدور “البديل الذهبي”.
الكرات الثابتة نقطة الضعف المقلقة
تلقى المنتخب الوطني هدفا أمام الصومال عن طريق كرة ثابتة، وهو ما يؤكد استمرار هذه المشكلة في خط الدفاع وتحولها إلى نقطة ضعف مقلقة، خاصة ونحن على أبواب كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، وهي المنافسة التي قد تكون فيها الكرات الثابتة حلا أساسيا للفوز في المباريات، لا سيما أنّها سلاح مهم في المستوى العالي.
ومن خلال الكرات الثابتة برزت للعيان هشاشة المنظومة الدفاعية في المنتخب الوطني، التي يشترك فيها بهذه الحال كل اللاعبين، على اعتبار أن الدفاع في هذه المرحلة من اللعب لا يقتصر على المدافعين بل أيضا على باقي اللاعبين، ما يستدعي من بلماضي إيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن والبداية في مواجهة الغد ضد الموزمبيق.
أول موعد رسمي مرتقب بين المنتخبين
واجه منتخب “الخضر” منتخب الموزمبيق في مناسبتين وديتين، الأولى عام 1986 وفاز فيها “الخضر” بـ 4 أهداف مقابل هدف، والثانية مطلع العام 1996 وعاد الفوز لموزمبيق بهدف لصفر، لتضرب لنا تصفيات مونديال 2026 أول موعد رسمي مرتقب بين المنتخبين.
تجنّد شعبي في الموزمبيق لتجاوز المنتخب الجزائري
يستعد منتخب موزمبيق لمواجهة “الخضر”، غدا الأحد، في أجواء رائعة ومعنويات عالية، فضلا عن شغف شعبي وجماهيري منقطع النظير، لا سيما بعد عودته بالفوز في الجولة الأولى من بوتسوانا، ويتوقع أن يكون الحضور الجماهيري قياسيا في ملعب زيمبيتو الوطني، وسط آمال قوية لدى الموزمبيقيين على قدرة منتخبهم على مفاجأة زملاء رياض محرز.
بلماضي يسعى لإنهاء 2023 بدون هزيمة
يسعى بلماضي الى تحقيق الفوز او التعادل على الأقل عند مواجهة منتخب موزمبيق غد، حتى يتمكن من انهاء عام 2023 بدون هزيمة، ليضاف ذلك الى سجله مع الجزائر، وتشير الإحصائيات إلى أن الناخب الوطني جمال بلماضي قد قاد الخضر في 60 مباراة كاملة منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب الوطني في اوت 2018، وتمكن أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي من تحقيق الفوز في 39، كما سجل بلماضي مع المنتخب الوطني الجزائري 16 تعادلا، وانهزم في 5 مباريات خلال فترة 5 سنوات قضاها على رأس العارضة الفنية لمحاربي الصحراء، ويأمل الناخب الوطني جمال بلماضي في المواصلة على سلسلة النتائج الإيجابية المحققة مع المنتخب الجزائري وقيادته إلى نهائيات كأس العالم 2026.