في الفترة الأخيرة، يعمل الاتحاد الجزائري لكرة القدم بجدية لتأهيل عدد من اللاعبين مزدوجي الجنسية للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني. على الرغم من القلق الذي أثير بخصوص بعض الملفات، إلا أن الاتحاد غير قلق حيال ملف الموهبة الصاعدة، مهاجم نادي كوبنهاغن، أمين شياخة. المصادر الداخلية أكدت أن الاتحاد الجزائري يتعامل مع كل ملف بناءً على حالة اللاعب، مع ضمانات من اللاعب ووالده بأن اختيار تمثيل الجزائر محسوم ولا رجعة فيه.
التركيز الحالي للاتحاد منصبّ بشكل كبير على عدد من اللاعبين الشبان الذين بزغ نجمهم في الساحة الأوروبية. يبرز من بينهم إبراهيم مازا، الذي يتمتع بصعود سريع في الدوري الألماني مع نادي هيرتا برلين، والذي أصبح هدفًا لعدة أندية كبرى. الاتحاد الجزائري يسعى لحسم ملف مازا في أقرب وقت، خاصة مع اقتراب الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بتغيير جنسيته الرياضية.
النهج المتبع من قبل الاتحاد الجزائري يظهر توجهًا استراتيجيًا يعتمد على الانتقاء الدقيق والتعامل الحذر مع كل لاعب. ملف أمين شياخة يشبه كثيرًا حالة فارس شايبي، الذي اختار تمثيل الجزائر رغم الاستدعاءات الفرنسية في سن مبكرة. الشبه بين الحالتين يكمن في الارتباط الوثيق للعائلات بأصولها الجزائرية، مما يجعل قرار اللعب للمنتخب الجزائري أكثر رسوخًا.
الاتحاد الجزائري يبدو مرتاحًا في تعامله مع شياخة، فهو يفضل إعطاء اللاعب الوقت الكافي لتطوير مستواه مع الفريق الأول لنادي كوبنهاغن قبل استدعائه للمنتخب الأول. هذا النهج المدروس يعكس استراتيجية الاتحاد في بناء منتخب قوي يتمكن من المنافسة في مونديال 2026، بعد الغياب المؤلم عن النسختين الماضيتين.
الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في إنهاء ملفات اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين يشكلون أحد الركائز الأساسية لتجديد دماء المنتخب الجزائري. هذه الجهود تتماشى مع أهداف الاتحاد في إعادة بناء الفريق الوطني لمواكبة التحديات القادمة على الساحة العالمية.