تعيش مولودية البيض واحدة من أصعب فتراتها منذ صعودها إلى البطولة المحترفة الأولى، بعدما مرّت بتسع جولات دون تحقيق أي انتصار، ما جعل الفريق يقبع في مؤخرة الترتيب ويواجه ضغوطًا متزايدة من الأنصار قبل المواجهة المنتظرة أمام شبيبة القبائل الإثنين المقبل.
المدرب محمد لاسات يواصل العمل بهدوء رغم حدة الانتقادات، مركزًا على الجانب النفسي للاعبين ومحاولًا إعادة الروح إلى المجموعة قبل اللقاء الهام. وقد شدّد في تصريحاته الأخيرة على ضرورة «التحضير بتركيز وهدوء بعيدًا عن الضغوط»، معتبرًا أن الخسارة جزء من اللعبة، لكن الأهم هو استخلاص الدروس وتصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان.
وخلال الحصص التدريبية التي تجرى في أجواء مشحونة، ركّز الطاقم الفني على الجاهزية البدنية والانضباط التكتيكي، مع إمكانية إدخال بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، خصوصًا في الخط الهجومي الذي يعاني من عقم واضح منذ بداية الموسم. كما كشفت مصادر إعلامية من داخل الفريق أن الجهاز الفني يدرس منح الفرصة لبعض العناصر الاحتياطية التي لم تحصل على دقائق لعب كافية لإثبات قدراتها قبل فترة الانتقالات الشتوية.
من جهته، صرّح اللاعب عطاء الله إلياس لوسائل إعلامية: “نحن نمر بفترة صعبة، ونعلم أن الأنصار غير راضين عما نقدمه، لكننا نعدهم ببذل أقصى مجهود ممكن لتصحيح المسار أمام شبيبة القبائل. نعتذر لهم ونؤكد أن روح المجموعة لا تزال حاضرة، وسنعمل على إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة.”
الإدارة من جانبها، تواصل دعمها للفريق رغم الوضعية الحرجة، إذ عقدت اجتماعات متكررة مع اللاعبين من أجل رفع المعنويات والتحفيز على تحقيق أول فوز في الموسم، الذي من شأنه أن يخفف الضغط ويعيد الثقة للأنصار.
ويُنتظر أن تكون مواجهة الإثنين أمام الجياسكا اختبارًا حقيقيًا لإرادة اللاعبين وقدرتهم على الرد داخل الميدان، خاصة وأن المنافس يعيش فترة جيدة وحقق نتائج إيجابية في الجولات الأخيرة.
في ظل هذه المعطيات، تبدو مولودية البيض مطالبة بالتحضير الذهني والبدني الجيد، والتركيز الكامل في التفاصيل الصغيرة لتفادي الأخطاء الدفاعية القاتلة التي كلفت الفريق الكثير من النقاط. فالرهان الآن لم يعد فقط على الفوز، بل على استعادة الثقة والروح القتالية التي عرف بها “فرسان الهضاب” سابقًا، قبل أن يدخلوا في دوامة النتائج السلبية هذا الموسم.
المواجهة أمام شبيبة القبائل ستكون إذن أكثر من مجرد مباراة، إنها اختبار مصيري بين الإيمان بالعودة والرضوخ للضغوط، وبين جمهور ينتظر بشغف أن يرى فريقه يقاتل من أجل الألوان قبل كل شيء.

