روى ناصر بويش، الهداف التاريخي للدوري الجزائري، قصة انتقاله اللافت إلى الدوري القطري أواخر ثمانينيات القرن الماضي، في تجربة وصفها بـ”الفريدة من نوعها”، نظراً لتدخل شخصيات سياسية عليا، من بينها الوزير الأول آنذاك مولود حمروش، وبدعم مباشر من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.
وفي مقابلة له ضمن بودكاست “أوف سايد” الذي يقدّمه الإعلامي ياسين معلومي على قناة “الشروق”، صرّح بويش: “كنت لاعباً في صفوف شبيبة القبائل حين تلقيت اتصالاً من الوزير الأول. شعرت بالدهشة، وتساءلت عن سبب التواصل، لكن بعد لقائنا أخبرني بأن رئيس الجمهورية يرغب في أن ألعب في الدوري القطري”.
وأوضح أن العلاقات المتميزة بين الجزائر وقطر في تلك الفترة ساهمت في إتمام الصفقة، مشيراً إلى أن نادي قطر أبدى اهتماماً كبيراً بالحصول على خدماته، وكان مصراً على التعاقد معه، ليفتح بذلك باب الاحتراف في قطر أمام اللاعبين الجزائريين، حيث تبعه لاحقاً النجم رابح ماجر إلى نفس الفريق.
وأعرب بويش عن رضاه الكبير عن التجربة، قائلاً: “كانت تجربة ممتازة، فقد كان لكل نادٍ ملعبه الخاص منذ عام 1989، وهذا يدل على وجود رؤية بعيدة المدى، وقد تجسدت هذه الرؤية في تنظيم مونديال 2022 بشكل مبهر”.
ورغم النجاح الذي حققه في قطر، قرر بويش العودة إلى الجزائر بدافع الوفاء لشبيبة القبائل، خاصة بعد أن تلقى نداءً مؤثراً من مدربه الأسطوري الراحل محيي الدين خالف، حيث قال: “طلب مني خالف العودة لأنه بحاجة إلي، وكان لذلك وقع كبير في نفسي، ففضلت العودة رغم أن إدارة نادي قطر كانت تتوقع بقائي لخمس سنوات على الأقل”.
ويُعتبر ناصر بويش، الذي يبلغ من العمر 61 عاماً، أحد أبرز نجوم الكرة الجزائرية خلال الفترة الممتدة بين 1986 و1992. يحمل الرقم القياسي كأفضل هداف في موسم واحد بالدوري الجزائري بعد تسجيله 36 هدفاً خلال موسم 1985-1986، وهو إنجاز لم يُكسر منذ حوالي أربعة عقود. كما تُوج بكأس أمم أفريقيا عام 1990، وأحرز العديد من الألقاب مع نادي شبيبة القبائل، منها الدوري الجزائري خمس مرات، كأس الجزائر، ودوري أبطال أفريقيا بنسخته القديمة، إضافة إلى تتويجات خارجية أبرزها كأس المجر مع فيرنكفاروش، وكأس السوبر القطري مع نادي قطر.