بين النتائج الملموسة وطموحات التكوين، يطفو على السطح سؤال جوهري حول خيارات مجيد بوقرة مع المنتخب المحلي، ومدى قدرته على بناء مشروع مستدام يمدّ المنتخب الأول بوجوه جديدة.
وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل مجيد بوقرة هو فعلاً الرجل المناسب لقيادة مشروع تكوين منتخب محلي شاب، يُفترض أن يكون خزّانًا للمنتخب الوطني الأول؟ فمن خلال التجربة التي خاضها على رأس المنتخب المحلي، لم يُظهر بوقرة توجهاً واضحاً نحو البناء على المدى البعيد أو الرهان على دماء جديدة قادرة على حمل المشعل مستقبلاً. بالعكس، بدا وكأنه يفضل الطريق السهل، معتمداً على لاعبين مكرّسين، بعضهم بلغ مرحلة متقدمة في مسيرته، بدل منح الثقة لعناصر شابة كان يمكن أن تكتسب الخبرة وتُكوّن نواة قوية للمستقبل.
الأدهى من ذلك، أنّ فلسفة بوقرة التدريبية ظلت أسيرة النتائج الآنية، لا رؤية استراتيجية تُعنى بالتطوير والتجديد. لم نشاهد خلال فترته بروز وجوه جديدة فرضت نفسها في المنتخب الأول، ولا مشاريع واضحة لدمج المواهب المحلية الصاعدة. فالمحصلة كانت منتخباً محلياً يفتقد للهوية الفنية والجرأة في التغيير، على عكس ما كان يُنتظر من مدرب يُفترض أنه الأقرب إلى عقلية التكوين والتجديد.
بعبارة أخرى، بوقرة أخفق في أداء الدور الأهم في هذا المشروع: أن يكون همزة وصل بين البطولة المحلية والمنتخب الوطني الأول. ترك وراءه مجموعة محدودة من الأسماء، بلا قاعدة متينة ولا ملامح جيل جديد يَعِد بالاستمرارية.

