في خضم الترقب الكبير لنهائي كأس الجزائر الذي سيجرى عشية اليوم السبت بداية من الساعة الخامسة مساءً على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، تسلط الأضواء على واحدة من أبرز الصراعات التكتيكية فوق أرضية الميدان: معركة وسط الميدان بين سليم بوخنشوش ورؤوف بن غيث، في صراع خبرة وقيادة قد يكون مفتاح اللقب.
ويعد سليم بوخنشوش، صاحب الـ33 سنة والدولي الجزائري السابق، أحد أكثر لاعبي اتحاد العاصمة تأثيرا هذا الموسم، بل يصنف من قبل الكثيرين كأفضل عنصر في التشكيلة من حيث الثبات في الأداء والدور القيادي داخل الميدان.
بوخنشوش خاض 33 مباراة بمجموع 2476 دقيقة، في مختلف المسابقات، سجل خلالها هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين، رغم تمركزه كلاعب وسط دفاعي يركز على استرجاع الكرات وبناء اللعب من الخلف.
وفي منافسة الكأس تحديدا، شارك في كل مباريات الاتحاد الخمس، وسجّل هدفا في مرمى أولمبي المقرن، كما صنع هدف الفوز الحاسم أمام رائد القبة في ثمن النهائي.
رغم تعرضه لإصابة خفيفة مؤخرًا، إلا أن الطاقم الطبي نجح في تأهيله، وسيكون حاضرا في النهائي، حيث يُعوّل عليه المدرب لاسات كثيرا للحد من خطورة وسط بلوزداد، وعلى رأسه رؤوف بن غيث.
من جانبه، يعتبر رؤوف بن غيث أحد أبرز لاعبي الوسط في البطولة الوطنية، بفضل تجربته الغنية وإمكاناته الفنية الكبيرة. صاحب الـ29 سنة وخريج أكاديمية بارادو، سبق له التألق مع اتحاد العاصمة، حيث توج بلقب البطولة سنة 2019، في جيل ضم ثلاثي شباب بلوزداد الحالي: بن غيث، محيوص وعبد القادر مزيان.
بن غيث عاد إلى الواجهة بقوة رفقة شباب بلوزداد، ونجح في التتويج بـكأس الجزائر الموسم الماضي ضد مولودية الجزائر. هذا الموسم، لعب 40 مباراة في جميع المسابقات، سجل فيها 4 أهداف، وقدم 6 تمريرات حاسمة، ليُؤكد مكانته كأحد أفضل لاعبي الوسط في البلاد.
أما في منافسة الكأس، فقد شارك في كامل المباريات الخمس، دون تسجيل أو صناعة، لكنه قدم أداءً مستقرا، ساعد فيه الفريق على بلوغ النهائي بأداء جماعي قوي في خط الوسط.
بوخنشوش، بخبرته الطويلة وهدوئه التكتيكي، يسعى للتتويج بأول لقب له في مسيرته، وقيادة سوسطارة نحو اللقب التاسع في الكأس. أما بن غيث، الذي يعرف جيدًا أجواء النهائيات، فيطمح لقيادة بلوزداد إلى اللقب العاشر، وتحقيق انتصار خاص على فريقه السابق.
فمن ينجح في فرض سيطرته على قلب الملعب؟ الجواب سيكون على أرضية ملعب نيلسون مانديلا، حيث تحسم المعارك بالأداء لا بالأسماء.