مرت خمسة عشر عامًا على المباراة التاريخية التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره المصري في أم درمان السودانية، و التي شهدت تأهل الخضر إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، بعد غياب استمر 24 عامًا منذ مشاركتهم الأخيرة في مونديال 1986.
سجل عنتر يحيى هدف المباراة الوحيد بقذيفة رائعة استقرت في شباك الحارس المصري عصام الحضري، ليصنع واحدة من أبرز الملاحم الكروية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجماهير الجزائرية، و التي أعادت المنتخب الوطني إلى الساحة الدولية بعد تراجع ملحوظ أثر على مشاركاته في البطولات القارية و الدولية.
تعتبر مباراة أم درمان محطة خالدة في تاريخ الكرة الجزائرية، إذ جاءت بعد تصفيات مثيرة شهدت تنافسًا قويًا مع المنتخب المصري. المباراة الفاصلة جاءت نتيجة تعادل المنتخبين في النقاط و فارق الأهداف بعد انتهاء مواجهتي الذهاب والإياب، حيث فاز “الخضر” في لقاء البليدة 3-1، فيما انتصر المنتخب المصري في القاهرة 2-0.
ملحمة أم درمان لم تكن مجرد تأهل إلى المونديال، بل مثلت استعادة للثقة بالنفس والروح القتالية، ومهدت الطريق أمام إنجازات لاحقة، أبرزها بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2010، و التأهل إلى مونديال 2014 بالبرازيل تحت قيادة المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، حيث تجاوز المنتخب الدور الأول لأول مرة في تاريخه.
معظم اللاعبين الذين شاركوا في ملحمة أم درمان اعتزلوا الميادين، باستثناء الحارس فوزي شاوشي الذي لا يزال ينشط في صفوف اتحاد الحراش، أما بقية الأسماء، فقد اتجه البعض إلى التدريب مثل مجيد بوقرة، سمير زاوي، و نذير بلحاج، بينما فضل آخرون التحليل الرياضي مثل رفيق صايفي و رفيق حليش. أما عنتر يحيى، فقد تولى مهام إدارية أبرزها منصب المناجير العام لنادي اتحاد الجزائر.
رغم الإنجازات التي تلت ملحمة أم درمان، إلا أن المنتخب الوطني عانى من بعض الإخفاقات، أبرزها عدم التأهل إلى مونديالي 2018 و2022، والخروج المبكر من بعض نسخ كأس أمم إفريقيا. لكن مع قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، يبدو المنتخب الوطني عازمًا على استعادة بريقه، خاصة بعد ضمان التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2025 وتركيزه على تصفيات مونديال 2026.
تبقى ملحمة أم درمان رمزًا للعزيمة والإصرار، ودرسًا في كيفية تحويل التحديات إلى إنجازات، مما يجعلها واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الكرة الجزائرية.