في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في تسيير كرة القدم الإفريقية، كشفت القرارات المشتركة بين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم عن ملامح روزنامة تنافسية واضحة المعالم إلى غاية سنة 2034، قائمة على تقليص التداخل، وضمان الاستقرار، ومنح البطولات الكبرى قيمتها الرياضية الحقيقية. في صلب هذا التوجّه، يبرز القرار الحاسم بجعل كأس أمم إفريقيا تُنظم كل أربع سنوات، ضمن رؤية طويلة المدى تهدف إلى رفع جودة المنافسة، وحماية اللاعبين، وتوفير بيئة أكثر توازنًا للمنتخبات القارية.
في هذا الإطار، تم اعتماد مبدأ تنظيم كأس أمم إفريقيا كل أربع سنوات، بدل النسق السابق، ما يسمح بمنح البطولة القارية وزنًا أكبر، ويمنح المنتخبات والاتحادات الوطنية هامشًا أوسع للتحضير الفني والبدني. ووفق هذا التصور، تُدرج كأس أمم إفريقيا في سنوات محددة ضمن دورة زمنية واضحة، تتوزع فيها المنافسات القارية والدولية بشكل متوازن.
وتتضمن الروزنامة الجديدة تنظيم كأس أمم إفريقيا سنة 2027، ثم نسخة أخرى سنة 2028، على أن تتواصل الدورة لاحقًا بنسخة 2032، في إطار رؤية مرحلية تهدف إلى الانتقال السلس نحو النسق الرباعي بشكل مستقر. هذا التدرّج يعكس حرص الكاف على تفادي أي فراغ تنافسي، مع احترام التزامات المنتخبات الإفريقية قارياً ودولياً.
وبالتوازي مع ذلك، تم إدراج منافسة دوري الأمم الإفريقية في سنوات 2029 و2031 و2033، خلال نوافذ فيفا المعتمدة في أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. هذه المنافسة الجديدة تأتي لتعويض فترات التوقف الطويلة، وتمنح المنتخبات مباريات رسمية منتظمة، تساهم في رفع المستوى التنافسي وتثبيت الاستقرار الفني.
أما على المستوى العالمي، فتندرج كأس العالم ضمن هذا المخطط في سنتي 2030 و2034، بما ينسجم مع الدورة الرباعية المعتمدة من طرف الفيفا، ويمنح المنتخبات الإفريقية وضوحًا أكبر في مسارها التحضيري بين الاستحقاقات القارية والعالمية.
في المحصلة، يؤشر هذا الجدول الممتد إلى 2034 على مرحلة جديدة في تسيير كرة القدم الإفريقية، عنوانها التنظيم بعيد المدى، وتقليص الضغط على اللاعبين، ومنح كأس أمم إفريقيا قيمة أكبر عبر تنظيمها كل أربع سنوات، ضمن رؤية مشتركة بين الكاف والفيفا تهدف إلى تطوير اللعبة ورفع جودتها التنافسية قارياً ودولياً.

