يفتتح المنتخب الوطني الجزائري مشواره في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، يوم الأربعاء 24 ديسمبر، بمواجهة المنتخب السوداني، في مباراة تتجه فيها الأنظار تلقائيا نحو قائد الخضر ونجمهم الأول رياض محرز، الذي يستعد لخوض سادس مشاركة قارية في مسيرته الدولية، وسط آمال كبيرة باستعادة بريقه الإفريقي بعد خيبتي النسختين السابقتين.
ويعد محرز من أكثر اللاعبين خبرة وتأثيرا في تاريخ المنتخب الوطني، إذ شارك في 20 مباراة ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا، سجل خلالها 6 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، متقاسما صدارة هدافي الجزائر في البطولة القارية مع أسطورة الكرة الجزائرية لخضر بلومي. ورغم دلالة هذه الأرقام، إلا أنها لم تنعكس في آخر مشاركتين، حيث غاب نجم مانشستر سيتي السابق عن أي مساهمة تهديفية، بالتزامن مع خروج محاربي الصحراء من الدور الأول وتذيلهم ترتيب مجموعاتهم.
آخر بصمة تهديفية لمحرز في “الكان” تعود إلى نصف نهائي نسخة 2019 أمام منتخب نيجيريا، عندما دوّن واحدة من أكثر اللحظات الخالدة في تاريخ الكرة الجزائرية. تسديدة مقوسة من مخالفة مباشرة في الدقائق الأخيرة قادت الخضر إلى النهائي الأول بعد غياب 29 سنة، قبل أن يتوّج المنتخب لاحقا باللقب القاري.
اليوم، ومع انطلاق العرس الإفريقي على الأراضي المغربية، يعود اسم محرز إلى الواجهة بوصفه القائد واللاعب الأكثر خبرة داخل التشكيلة الوطنية، والمرجع الفني الذي تعوّل عليه الجماهير، التي تمني النفس برؤية نجمها يستعيد توهجه، ويقود الخضر إلى تقديم أداء مقنع يعيد الثقة ويبدد آثار الإخفاقات الأخيرة.
وتكتسي هذه النسخة أهمية خاصة لرياض محرز، كونها قد تكون الأخيرة في مسيرته الدولية، وهو الذي بلغ 34 سنة، ما يمنحه دافعا إضافيا لكتابة فصل أخير مميز في تاريخه القاري، وإعادة رسم صورته كبطل صنع المجد الإفريقي مع الجزائر.
فهل ينجح رياض محرز في تحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية، ويقود محاربي الصحراء لعودة قوية على الساحة القارية؟

