شهدت مولودية وهران مرحلة دقيقة أعقبت سلسلة من النتائج السلبية، تجاوزت في تأثيرها مجرد خسارة مباراة، لتطرح أكثر من علامة استفهام حول المسار الفني للفريق ومستقبله في بقية الموسم، في ظل تراجع واضح في الأداء والنتائج، سواء في البطولة أو كأس الجمهورية.
الإقصاء المبكر من كأس الجمهورية أمام ترجي مستغانم شكّل نقطة تحوّل سلبية في موسم “الحمراوة”، وزاد من حدّة الغضب في الشارع الوهراني، خاصة أن الخروج جاء في دور مبكر وبأداء لم يرقَ إلى طموحات الأنصار. هذا الإخفاق أعاد إلى الواجهة الانتقادات الموجهة للمدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، الذي وُضع تحت ضغط كبير بعد تحميله المسؤولية الكاملة، بسبب خياراته الفنية وطريقة تسييره للمباريات.
ولم يتوقف التراجع عند حدود الكأس، بل امتد إلى البطولة، بعد التعثر أمام كل من وفاق سطيف وجمعية الشلف، وهي نتائج عمّقت الأزمة وهددت طموحات النادي في البقاء ضمن سباق المراتب المتقدمة. هذه الوضعية جعلت مستقبل غاريدو على رأس العارضة الفنية محل تشكيك واسع، وسط إجماع شبه تام على أن أيامه باتت معدودة، خاصة مع تصاعد الأصوات المطالبة بالتغيير.
من الناحية الفنية، أجمعت القراءات على أن التشكيلة الأساسية التي اعتمدها الطاقم الفني في المباريات الأخيرة لم تكن موفقة، مع إشراك لاعبين غير جاهزين بدنيًا أو بعيدين عن نسق المنافسة، إلى جانب تغييرات متأخرة لم تُحدث الفارق. هذا الأمر انعكس مباشرة على مردود الفريق، الذي افتقد للفعالية والانسجام، خاصة في الخط الأمامي.
الهجوم الوهراني عاد للصيام من جديد، بعدما فشل في التسجيل خلال آخر مواجهتين في البطولة، مكتفيًا بهدف وحيد من ضربة جزاء في آخر ثلاث مباريات، وهو رقم يعكس حجم المعاناة الهجومية التي يعيشها الفريق. هذا العجز ألقى بظلاله على النتائج، وأفقد المولودية القدرة على مجاراة نسق المنافسة في فترات حاسمة من المباريات.
وفي سياق موازٍ، لم تمر الهزيمة الأخيرة بالشلف مرور الكرام، خاصة وأنها كرّست عقدة تاريخية لازمت مولودية وهران هناك منذ عقود، ما زاد من الإحباط العام، ودفع الإدارة، حسب مصادر متطابقة، إلى التحضير لتقرير رسمي يُرفع إلى الهيئات المختصة بخصوص التحكيم، تعبيرًا عن تحفظها على بعض القرارات التي رافقت اللقاء.

