تتجه أنظار عشاق كرة القدم الإفريقية، مساء اليوم الأحد، نحو الملعب الكبير بمراكش الذي يحتضن واحدة من أقوى مباريات دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا 2025، حين يلتقي منتخبا كوت ديفوار والكاميرون لحساب الجولة الثانية من المجموعة السادسة، في مواجهة توصف بحق بأنها قمة مبكرة بين عملاقين من عمالقة القارة السمراء.
المباراة، التي تنطلق في تمام الساعة التاسعة ليلاً، تحمل طابعًا خاصًا يتجاوز مجرد صراع على ثلاث نقاط، فهي الكلاسيكو الإفريقي بامتياز، وإحدى أكثر المواجهات تاريخًا وندية في البطولة، حيث يتواجه “الأفيال” و”الأسود غير المروّضة” للمرة التاسعة في نهائيات كأس إفريقيا، وسط أفضلية تاريخية طفيفة لصالح الكاميرون.
يدخل المنتخبان اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد تحقيق الفوز في الجولة الافتتاحية، إذ تجاوزت كوت ديفوار منتخب موزمبيق بهدف دون رد، فيما فرضت الكاميرون كلمتها أمام الغابون بنفس النتيجة. هذا الانتصار المشترك يجعل القمة ذات أهمية مضاعفة، باعتبارها مواجهة مباشرة على صدارة المجموعة وتفادي الحسابات المعقدة لاحقًا.
وتستمد هذه المباراة قوتها من التنافس التاريخي بين المنتخبين، وهو صراع تعمّق عبر العقود، سواء من خلال النتائج أو عبر الأسماء الكبيرة التي صنعت أمجاد المنتخبين، على غرار ديدييه دروغبا وصامويل إيتو، ما جعل كل مواجهة بين الطرفين محملة برمزية خاصة داخل وخارج المستطيل الأخضر.
على المستوى الفني، تبدو الكاميرون في مرحلة إعادة بعث، بمنتخب شاب أظهر صلابة بدنية وروحًا جماعية واضحة في اللقاء الأول، بينما تعتمد كوت ديفوار على التوازن والانضباط التكتيكي، مع محاولة استثمار خبرتها الكبيرة في مثل هذه المواعيد، رغم بعض التساؤلات حول الفعالية الهجومية.
وتشير الأرقام إلى أن المواجهات بين المنتخبين غالبًا ما تكون مغلقة وشديدة التنافس، ونادرًا ما تشهد نتائج عريضة، ما يُنذر بصراع تكتيكي قوي قد يُحسم بتفاصيل صغيرة، سواء بلقطة فردية أو خطأ دفاعي.
وبين صراع الزعامة في “مجموعة الموت”، ورغبة كل طرف في توجيه رسالة قوية لبقية المنافسين، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة في مباراة قد لا تحدد فقط متصدر المجموعة، بل ربما ترسم ملامح أحد المرشحين البارزين للتتويج بلقب كان 2025.
