يُعد المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش من أبرز المدربين الأجانب الذين تولوا قيادة المنتخب الوطني الجزائري. ويحتفظ الجمهور الجزائري بذكريات إيجابية عن فترته مع الفريق، خصوصًا بعد المشاركة المميزة في كأس العالم 2014، حيث قدم المنتخب أداءً رائعًا قبل أن يُقصى على يد ألمانيا، التي توجت باللقب لاحقًا.
كان خاليلوزيتش معروفًا بشخصيته القوية، وهو ما كان ينعكس على أسلوبه في التعامل مع اللاعبين في الأندية والمنتخبات التي أشرف عليها، مما كان يثير الجدل بين الحين والآخر. ومن بين الانتقادات التي وجهت إليه، كانت هناك مزاعم بأنه استبعد بعض المواهب الجزائرية التي كانت تستحق فرصة مع المنتخب الوطني، مثل يوسف بلايلي وجمال الدين بن العمري.
وفي حوار له مع برنامج “Sport Chat” على منصة المحترف، روى المدرب الجزائري عز الدين آيت جودي تفاصيل مثيرة حول فترة تعامل خاليلوزيتش مع لاعبي منتخب الجزائر.
انطباع أولي سلبي عن بعض اللاعبين كشف آيت جودي أن خاليلوزيتش زار منتخب الجزائر تحت 23 سنة خلال معسكر تحضيري في المغرب استعدادًا لبطولة ودية، حيث قضى أسبوعًا كاملًا مع اللاعبين. خلال هذه الفترة، عبر المدرب البوسني عن قلقه تجاه بعض اللاعبين، وانتقد سلوكهم، بما في ذلك يوسف بلايلي، جمال الدين بن العمري، ومحمد خثير زيتي.
وأشار آيت جودي إلى أن خاليلوزيتش انتقد هؤلاء اللاعبين أمامه، مما أثار غضب المدرب الجزائري الذي رفض تلك الانتقادات، معتبرًا أنه لا يمكن الحكم على اللاعبين في فترة زمنية قصيرة دون معرفة التفاصيل الحقيقية عنهم.
مواقف تسببت في استياء اللاعبين أضاف آيت جودي أنه في أحد الأيام طلب خاليلوزيتش الإشراف على حصة تدريبية لفريق أقل من 23 سنة في المعسكر المغربي. وافق آيت جودي على ذلك احترامًا للمدرب البوسني، ولكن اللاعبين ضحكوا من أسلوب خاليلوزيتش في التدريب، ما أثار انزعاجه وجعل ينتقدهم بحدة، مشيرًا إلى عدم انضباطهم.
وذكر آيت جودي أنه كانت هناك حادثة أخرى بينه وبين خاليلوزيتش، لكنها كانت لحظة انفعال ولم يرغب في الخوض في تفاصيلها.
الحكم المسبق ونتائج استبعاد بعض اللاعبين اختتم آيت جودي حديثه بالإشارة إلى أن الحكم المسبق الذي اتخذه خاليلوزيتش حول بعض اللاعبين في معسكر المغرب كان سببًا رئيسيًا في استبعادهم من تشكيلة المنتخب الوطني. وقال إنه بعد رحيل المدرب البوسني، عاد بلايلي وبن العمري وآخرون للمنتخب تحت قيادة مدربين آخرين.
وأعرب آيت جودي عن أسفه لما حدث، مؤكدًا أنه إذا عاد به الزمن إلى تلك اللحظة، لكان قد رفض ترك خاليلوزيتش يشرف على التدريب ولمنعه من التفاعل مع لاعبيه.