إنه لشرف عظيم أن تبقى رسالة الشهداء خالدةً في قلوبنا، فقد تقدموا بحياتهم الطاهرة كفداءٍ لوطنهم، بقناعة راسخة وإيمان عميق، وليس لطيش الشباب. فقصص البطولة في الجزائر لا تنتهي، إذ تظل البلاد وطن الشهداء ومرتع الفداء.
نريد أن ننقل لكم قصة الشهيد البطل بوعلام رحال، الذي فارق الحياة في سبيل وطنه وأفنى شبابه من أجله. وُلد بوعلام في العاصمة الجزائرية وتربى في مختلف مناطقها. كان لاعبًا ناشطًا في فريق مولودية الجزائر للأصاغر قبل التوقف عن النشاط الرياضي بسبب انسحاب الأندية الجزائرية تلبيةً لنداء جبهة التحرير الوطني.
قام ببطولة فدائية قرب ملعب “واڨنوني”، حيث تسببت في إصابة عدد كبير من القوات الفرنسية. بعد تنفيذ العملية، حاول الفرار ورمى سترته لتمويه هويته، لكنها احتوت على قصاصة تحمل معلومات كافية عن هويته وكشفت عنه للقوات الفرنسية.
تم اعتقاله ووضعه في سجن سركاجي حيث أمضى فترة قبل تنفيذ حكم الإعدام الذي طالب به. رغم أن القانون لم يسمح بإعدام الأشخاص دون بلوغ سن العشرين، قامت السلطات الفرنسية بتزوير وثائقه وتعديل تاريخ ميلاده ليبدو أنه قد بلغ العشرين عامًا.
بوعلام رحال واجه الإعدام بالمقصلة وهو في سن الـ 19، ويُعتبر أصغر من تنفذ فيهم فرنسا حكم الإعدام بالمقصلة خلال الثورة. وبفضل شجاعته وتضحيته، كان إلهامًا للفنان الراحل محمد الباجي في كتابة قصيدته الشهيرة “يا المقنين الزين” التي كُتبت أثناء فترة سجنه.
رحم الله بوعلام رحال وشهداء الجزائر، فقدموا أرواحهم فداءً للوطن، وستظل قصص بطولاتهم خالدة ومحفورة في تاريخ الجزائر العظيم.