بعد غياب دام ثمانية أشهر، يعود نجم الأهلي السعودي، رياض محرز، إلى صفوف منتخب الجزائر في التوقف الدولي المقبل، الذي يشمل تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، التي ستقام في المغرب. هذه العودة تعد حدثاً بارزاً في عالم كرة القدم الجزائرية، خاصة بعد الإقصاء المؤلم للمنتخب من مجموعات كأس أمم أفريقيا 2024 في كوت ديفوار، والذي أدى إلى تراجع دور محرز في تشكيلة الفريق.
طوال الأشهر الماضية، كانت العلاقة بين محرز والمدرب الجديد، البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، متوترة، حيث لم يكن للاعب دور في المباريات التي قادها بيتكوفيتش. لكن الاجتماع الأخير بين الطرفين في جدة أسفر عن تسوية الخلافات، مما يتيح لمحرز فرصة العودة إلى تشكيلة المنتخب.
العودة لم تكن مجرد مصادفة، بل هي نتيجة قراءة دقيقة من بيتكوفيتش لاحتياجات المنتخب. حسب التقارير، من المتوقع أن يلعب محرز دور صانع الألعاب الكلاسيكي، رقم (10)، في المباراتين المقبلتين ضد غينيا الاستوائية وليبريا. بيتكوفيتش يرى في محرز حلاً محتملاً لمشكلة خلق الفرص التهديفية من عمق الملعب، نظراً لقدراته الفنية والتكتيكية الكبيرة.
لكن هناك تحديات تواجه محرز في هذه العودة. فهو يعاني من مشكلة زيادة الوزن، التي أثرت على جاهزيته البدنية، مما قد يجبر بيتكوفيتش على منح محرز أدواراً مختلفة، بعيداً عن مركز الجناح الذي يتطلب مجهوداً دفاعياً كبيراً. في هذا السياق، قد يعتمد بيتكوفيتش على طريقة اللعب (3-5-2) التي تمنح محرز حرية أكبر في التجول بين عمق الملعب والرواق الأيمن، مما يساعده في أداء دوره الجديد بفعالية.
المنتخب الجزائري سيستضيف غينيا الاستوائية في الجولة الأولى من التصفيات في 5 سبتمبر، بملعب ميلود هدفي في وهران، ثم سيسافر لمواجهة ليبريا خارج قواعده في 10 سبتمبر.
رياض محرز، الذي يمتلك سجلاً حافلاً مع المنتخب، بما في ذلك مشاركته في كأس العالم 2014 وقيادته للفوز بكأس أمم أفريقيا 2019، يعتبر أحد أبرز لاعبي المنتخب. حتى الآن، خاض 93 مباراة دولية وسجل 31 هدفاً وقدم 40 تمريرة حاسمة. عودته تمثل فرصة كبيرة للمنتخب الجزائري لتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات والتأهل للنهائيات في المغرب.