تستعد الجزائر لخوض مواجهتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 ضد غينيا الاستوائية وليبيريا، تحت قيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش. هاتان المباراتان تمثلان اختبارًا حقيقيًا للمدرب، الذي يواجه ضغوطًا كبيرة لإجراء تغييرات في التشكيل الأساسي والخطط التكتيكية، في ظل الانتقادات التي طالته بعد الأداء المتذبذب للفريق في المباريات السابقة، بما في ذلك الهزيمة المؤلمة أمام غينيا في الجزائر.
أحد أبرز التساؤلات التي تطرح نفسها في هذه المرحلة هي كيفية توظيف ريان آيت نوري، نجم نادي وولفرهامبتون الإنجليزي. اللاعب الشاب أظهر إمكانات هجومية لافتة، حيث أثبت أنه أكثر فعالية عندما يُمنح أدوارًا هجومية، بعيدًا عن المهام الدفاعية التي تحد من إبداعه. في مواجهة جنوب أفريقيا في مارس الماضي، قدم آيت نوري أداءً رائعًا عندما لعب في مركز متقدم، مما أثار الجدل حول ما إذا كان يجب على بيتكوفيتش إعادة النظر في موقعه داخل التشكيلة.
ومع اقتراب المباريات القادمة، أعلن بيتكوفيتش عن قائمة اللاعبين الذين سيخوضون المعسكر المقبل، والتي تضمنت ثلاثة خيارات في مركز الظهير الأيسر: آيت نوري، جوان حجام من يونغ بويز السويسري، ونوفل خاسف من شباب بلوزداد. هذه الاختيارات تشير إلى احتمال تغيير في الخطط التكتيكية للمدرب السويسري، وربما تحوّله نحو خطة 3-5-2 التي قد تمنح آيت نوري الحرية للتألق هجوميًا دون إهمال الأدوار الدفاعية.
تعد خطة 3-5-2 الحل الأمثل لإبراز إمكانات آيت نوري، حيث يمكنه اللعب كجناح أيسر متقدم، مستفيدًا من دعم دفاعي من الثلاثي الخلفي. هذا التغيير قد يحقق التوازن الذي يحتاجه المنتخب الجزائري بعد الانتكاسات الأخيرة. وفي حال قرر بيتكوفيتش الاستمرار بخطة 4-3-3، فإن الاعتماد على حجام كظهير أيسر وآيت نوري كلاعب هجومي قد يكون الخيار الأنسب، خاصة وأنه يظهر دائمًا فاعلية كبيرة في الأدوار الهجومية.
إن تحديد مركز ريان آيت نوري في المباريات القادمة سيكون محورًا رئيسيًا في استراتيجية بيتكوفيتش، وقد يكون مفتاح النجاح للمنتخب الجزائري في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. الجماهير الجزائرية تنتظر بفارغ الصبر رؤية ما إذا كان المدرب السويسري سيتخذ القرار الصائب لإخراج أفضل ما في فريقه، والاستفادة القصوى من إمكانات نجمهم الصاعد.