شهدت مباراتي المنتخب الجزائري ضد الطوغو تحوّلاً تكتيكياً من المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، حيث قرر إعادة اللاعب الدولي الجزائري عيسى ماندي إلى مركزه الأصلي كمدافع أيمن. هذه الخطوة أثارت اهتماماً كبيراً، لا سيما أن ماندي اعتاد على اللعب كقلب دفاع في السنوات الأخيرة، سواء تحت قيادة جمال بلماضي أو بيتكوفيتش نفسه.
العودة إلى هذا المركز لم تكن مجرد قرار عابر. فمنذ بداياته مع نادي رامس الفرنسي، كان ماندي يتألق كمدافع أيمن، وهو المركز الذي اشتهر فيه بقدراته الدفاعية القوية وتمريراته المتقنة. وفي ظل غياب لاعبين مثل يوسف عطال ومحمد فارسي للإصابة، وعدم توفر الخبرة الكافية لسعدي رضواني الذي لم يخض بعد مباريات مع المنتخب الأول، وجد بيتكوفيتش نفسه مضطراً لإعادة ماندي إلى هذا المركز الحيوي. وعندما أُتيحت الفرصة لرضواني في الدقيقة 71 من مواجهة الطوغو، جاءت مشاركته لتعزيز الدفاع، خاصة مع خروج المهاجم أمين غويري.
ولكن الأمر لا يتوقف عند المنتخب الجزائري فقط. يبدو أن قرار بيتكوفيتش أعطى فكرة لمدرب فريق ليل الفرنسي، برونو جينيزيو، الذي يخطط أيضاً لتوظيف ماندي في مركز المدافع الأيمن. بعد إصابة زميله تياغو سانتوس بتمزق في الأربطة الصليبية، وجد جينيزيو نفسه بحاجة إلى بديل، ورأى في ماندي الخيار الأمثل لشغل هذا المركز.
اللاعب الجزائري لم يشارك في المباريات الثلاث الأخيرة مع فريقه ليل بسبب تغييرات تكتيكية، ولكن إصابة سانتوس قد تفتح الباب أمامه لاستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية. ومع ذلك، فإن المنافسة ليست سهلة. هناك لاعب جزائري آخر، حكيم زدادكة، الذي ينشط في نفس المركز، ويعتبر أيضاً خياراً محتملاً للمدرب لسد الثغرة التي خلفها غياب سانتوس.
هذه التطورات تُظهر مدى أهمية عيسى ماندي في أي فريق يلعب فيه، سواء مع المنتخب الوطني أو في الأندية الأوروبية. قدرة ماندي على التكيف مع مختلف المراكز الدفاعية تجعله لاعباً متعدد الاستخدامات، وهو ما يمنحه الأفضلية في التشكيلات التكتيكية للمدربين. سواء اختار جينيزيو الاعتماد عليه أو على شزدادكة، يبقى ماندي جزءاً أساسياً من خيارات الدفاع لليل وللمنتخب الجزائري.