في مدينة سطيف، التي تُعرف بأنها معقل لكرة القدم الجزائرية، يجد نادي وفاق سطيف نفسه في مواجهة غير متوقعة، ليس على أرضية الملعب، بل في المدرجات. الجماهير، التي لطالما كانت العمود الفقري للفريق، أظهرت غضبها علانية تجاه إدارة النادي وشركة سونلغاز التي ترعى الفريق. هذا الغضب تجسد في لافتات حملت رسائل واضحة وقاسية تعكس خيبة الأمل العميقة لدى عشاق الوفاق.
“سونلغاز، تسيير رياضي هاوي وممارسات مليئة بالألغاز”، كانت واحدة من اللافتات التي رفعتها الجماهير، مشيرة إلى ما يعتبرونه تسييرًا غير احترافي للفريق. لم تكتفِ الجماهير بذلك، بل أعربت عن استيائها من أن “الوفاق قلعة للبطولات وليس حقلاً للتجارب”، في إشارة واضحة إلى التخبط الإداري والتجارب التي تُجرى على حساب تاريخ الفريق العريق.
رسائل الغضب لم تتوقف هنا، حيث رفعت الجماهير لافتة تقول: “أن ترى الغي في الأمور رشادًا فأنت تسلك طريق الهلاك”، ما يعكس اعتقادهم بأن الإدارة الحالية تسير بالفريق نحو الهاوية. ولعل اللافتة الأكثر قسوة كانت تلك التي حملت عبارة: “شر الناس هو ذلك الذي بغبائه يضر نفسه ومن حوله”، مما يُظهر حجم الاستياء والغضب تجاه المسؤولين عن تسيير شؤون النادي.
تبرر الجماهير هذا التصرف بسبب عدم استغلال الميركاتو الصيفي بالشكل المطلوب، وعدم التعاقد مع أسماء كبيرة يمكنها أن تضيف للفريق وتعيده إلى منصات التتويج. بينما قامت أندية مثل مولودية الجزائر واتحاد العاصمة بتعاقدات نوعية، بقي وفاق سطيف خارج دائرة المنافسة، مكتفيًا بتجديد عقود لاعبين لم يقدموا الكثير في المواسم الماضية.
وتعتبر الجماهير أن هذا الميركاتو كان فرصة ذهبية لاستعادة أمجاد الفريق، ولكن، وبحسب رأيهم، فإن الإدارة فشلت في استغلالها، وهو ما زاد من حدة الغضب الذي يسيطر على الأجواء في سطيف.