واصل الدولي الجزائري أنيس حاج موسى كتابة اسمه بأحرف من ذهب في الملاعب الأوروبية، بعدما خطف الأضواء مع فريقه فاينورد روتردام الهولندي. حاج موسى، الذي لم يكن معروفًا لدى الكثيرين قبل بداية الموسم، تحول اليوم إلى حديث الصحافة الأوروبية والجماهير الجزائرية بفضل أدائه المذهل في الدوري الهولندي ودوري أبطال أوروبا.
اللاعب الشاب تمكن من الظفر بجائزة أفضل لاعب في فريقه فاينورد لشهر نوفمبر، وهي جائزة جاءت كاعتراف بمساهماته الكبيرة على المستطيل الأخضر. حاج موسى لم يكتفِ بالتألق في المسابقات المحلية، بل رفع راية الجزائر عاليًا في دوري أبطال أوروبا، حيث تمكن من تسجيل هدف عالمي في شباك ريد بول سالزبورغ، وهو الهدف الذي اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) كأفضل هدف في الجولة الرابعة من البطولة، متفوقًا على أهداف نجوم كبار.
بصمة جزائرية في ملاعب الكبار
تألق حاج موسى لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل سلسلة من العروض القوية. في المباراة التاريخية ضد مانشستر سيتي على ملعب “الاتحاد”، فرض الدولي الجزائري نفسه كنجم اللقاء. رغم أن فريقه كان متأخرًا بثلاثة أهداف نظيفة، فإن حاج موسى قاد انتفاضة فينورد، حيث سجل الهدف الأول لفريقه قبل أن يقدم تمريرة حاسمة قادت إلى تسجيل هدف التعادل في مباراة انتهت بنتيجة 3-3، وسط دهشة جماهير مانشستر سيتي.
هذا الأداء جعله ينال جائزة أفضل لاعب في المباراة، ليصبح رابع لاعب جزائري فقط يظفر بهذه الجائزة منذ استحداثها في دوري الأبطال، بعد حسام عوار، إسماعيل بن ناصر، ورياض محرز. وجوده ضمن هذه القائمة المرموقة يعكس حجم الإنجاز الذي حققه حاج موسى في فترة وجيزة.
من الهولندي إلى الأوروبي.. حاج موسى لا يتوقف
لم يتوقف تألق حاج موسى عند حدود دوري الأبطال، فقد فرض نفسه أيضًا في الدوري الهولندي الممتاز. أداؤه في مواجهة هيرنفين كان استثنائيًا، حيث سجل هدفًا وقدم أداءً لافتًا، مما أهله لدخول التشكيلة المثالية للجولة الـ13. تقييمه المرتفع (8.68) يعكس مدى تأثيره على مجريات المباراة، حيث شارك بفعالية في الهجمات وخلق فرصًا تهديفية عديدة.
كما كان ضمن التشكيلة المثالية للجولة الثانية عشرة رفقة مواطنه رامز زروقي، ليبرهن مرة أخرى على استمرارية مستوياته الرفيعة. ومع تسجيله أربعة أهداف متتالية لفريقه في مختلف المسابقات، بات واضحًا أن حاج موسى ليس مجرد موهبة عابرة، بل لاعب في طور التحول إلى نجم حقيقي.
الصحافة الأوروبية تحتفي بحاج موسى
إشادات الصحافة الأوروبية كانت في مستوى التألق الكبير لحاج موسى. صفحة دوري أبطال أوروبا الرسمية لم تفوت الفرصة للإشادة به، حيث نشرت مقطعًا مصورًا لهدفه الرائع ضد سالزبورغ. بدوره، الاتحاد الأوروبي (يويفا) احتفى باللاعب عبر منصاته الرسمية، واصفًا هدفه بـ”الجميل”، وهو ما يُظهر حجم الاهتمام المتزايد الذي بات يحظى به الجزائري الشاب في القارة العجوز.
حتى فيفا، عبر منصاتها، سلطت الضوء على الهدف الذي هز به شباك سالزبورغ، معتبرةً إياه أحد أجمل أهداف الجولة. أما الصحافة الهولندية، فلم تتردد في الإشادة باللاعب، واصفة إياه بـ”الجوهرة الجزائرية” و”اللاعب الذي يصنع الفارق في الأوقات الصعبة”.
رمز جديد للكرة الجزائرية في أوروبا
بتألقه في دوري أبطال أوروبا والدوري الهولندي، أضاف أنيس حاج موسى اسمه إلى قائمة طويلة من اللاعبين الجزائريين الذين صنعوا المجد في أوروبا، على غرار رياض محرز، ياسين براهيمي، وإسماعيل بن ناصر. غير أن المميز في حالة حاج موسى هو سنه الصغير، ما يعني أن لديه هامشًا كبيرًا للتطور والتألق في المستقبل.
قد يصبح حاج موسى أحد أعمدة المنتخب الجزائري في المستقبل القريب، خاصة إذا استمر في هذا المستوى مع فاينورد. الجماهير الجزائرية، التي تتابع خطواته عن كثب، باتت تراهن على حاج موسى ليكون خليفة الأسماء اللامعة التي صنعت مجد “محاربي الصحراء” في أوروبا.
بفضل طموحه، عزيمته، وموهبته، لا يبدو أن حاج موسى سيقف عند هذا الحد. المستقبل مفتوح أمامه لتحقيق إنجازات أكبر، وربما يكون اسمه في يوم من الأيام ضمن لائحة أفضل اللاعبين في العالم.