في مثل هذا اليوم من عام 2014، حقق المنتخب الوطني الجزائري إنجازاً تاريخياً بتأهله لأول مرة في تاريخه إلى الدور الثاني من كأس العالم. هذا التأهل لم يكن مجرد حدث رياضي عادي، بل كان لحظة فخر وسعادة للشعب الجزائري وكل عشاق الكرة العربية والإفريقية.
في 26 يونيو 2014، واجه المنتخب الجزائري نظيره الروسي في مباراة حاسمة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات في مونديال البرازيل. دخل المنتخب الجزائري المباراة وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية تضمن له التأهل إلى الدور الثاني، بعد أن قدم أداءً مشرفاً في المباراتين السابقتين أمام كل من بلجيكا وكوريا الجنوبية.
بدأت المباراة بضغوطات روسية حيث سجل المنتخب الروسي هدف التقدم مبكراً في الدقيقة السادسة عبر اللاعب ألكسندر كوكورين. لكن المنتخب الجزائري لم يستسلم، وواصل البحث عن هدف التعادل الذي تحقق في الدقيقة الستين بفضل رأسية رائعة من إسلام سليماني، التي أشعلت حماس الجماهير الجزائرية الحاضرة في الملعب وخلف الشاشات في كل أنحاء العالم.
بتعادلها 1-1 مع المنتخب الروسي، أنهت الجزائر دور المجموعات في المركز الثاني برصيد 4 نقاط، خلف بلجيكا المتصدرة. هذا الإنجاز التاريخي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل جاد وتخطيط طويل، بالإضافة إلى روح الفريق القتالية والإصرار على تحقيق الأفضل.
شكل هذا التأهل نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الجزائرية، حيث أعاد الأمل والثقة للمشجعين وأثبت أن المنتخب قادر على المنافسة في المحافل الدولية. كما أسهم في رفع معنويات اللاعبين وتأكيد قدرتهم على مقارعة الكبار.
بعد التأهل إلى الدور الثاني، واجه المنتخب الجزائري تحدياً كبيراً بمواجهة المنتخب الألماني، أحد أقوى المنتخبات في البطولة. ورغم الهزيمة بشق الأنفس في الوقت الإضافي بنتيجة 2-1، إلا أن الأداء البطولي للجزائر في تلك المباراة نال إشادة واسعة من الخبراء والمشجعين على حد سواء.
في الذكرى العاشرة لهذا الإنجاز التاريخي، يستذكر الجزائريون بكل فخر وسعادة تلك اللحظات الرائعة التي أعادت البسمة إلى وجوههم وأثبتت أن العزيمة والإصرار يمكن أن يحققا المستحيل. يبقى هذا التأهل مصدر إلهام للأجيال القادمة ودافعاً للاستمرار في تطوير كرة القدم الجزائرية لتحقيق المزيد من الإنجازات على الساحة الدولية.