لم تكن مواجهة الأهلي أمام الهلال في نصف نهائي كأس السوبر السعودي لعام 2024 مجرد مباراة عادية، بل كانت ملحمة كروية جسدها الجزائري رياض محرز بكل تفاصيلها. ورغم أن الأهلي خسر المباراة بركلات الترجيح (1-4)، إلا أن الأداء المذهل لمحرز جعله يتصدر التشكيلة المثالية للمسابقة، ليثبت مرة أخرى أنه نجم لا يخفت بريقه حتى في أحلك اللحظات.
في تلك المواجهة، كانت الدقيقة (66) شاهدة على لمسة سحرية من محرز، حيث صنع هدفًا رائعًا للمهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي أودع الكرة في الشباك بنجاح، مانحًا الأهلي التقدم. ولكن الهلال لم يكن ليترك المباراة تنتهي بهذه السهولة، فتمكن المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش من معادلة النتيجة في الدقيقة (90)، مما دفع بالمباراة إلى ركلات الترجيح.
في ركلات الترجيح، سطع نجم الهلال بتسجيل لاعبيه الأربعة جميع الركلات، بينما أخفق الأهلي في تحويل اثنتين من ركلاته، ليحسم الهلال المواجهة لصالحه ويتأهل إلى النهائي. ومع ذلك، لم يكن لتميز محرز في تلك المباراة أن يمر دون اعتراف، حيث اختير ضمن التشكيلة المثالية للبطولة
تألق محرز لم يقتصر فقط على صناعة هدف فيرمينو، بل تجاوز ذلك ليصنع خمس فرص تهديفية أخرى، لم تستغل بالشكل المطلوب. هذه الأداء المذهل جعل قائد منتخب الجزائر يتفوق على نفسه، ويثبت أنه لاعب من طراز فريد، قادر على تقديم الأفضل حتى في المباريات الأكثر تعقيدًا.
وفي الوقت الذي هيمن فيه لاعبو الهلال على التشكيلة المثالية بواقع سبعة لاعبين، هم كاليدو كوليبالي وخالد الدوسري ورينان لودي وسعود عبد الحميد وروبن نيفيز وألكسندر ميتروفيتش ومالكوم، وجد محرز نفسه بين هؤلاء، ليكون الممثل الوحيد للأهلي في التشكيلة. كما ضمت التشكيلة لاعبين آخرين من النصر، هما كريستيانو رونالدو وأيمن يحيى، بالإضافة إلى حارس مرمى التعاون البرازيلي مايلسون.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يثبت فيها محرز جدارته في الدوري السعودي. ففي الموسم الماضي، اختتم محرز البطولة كأفضل صانع ألعاب، حيث قدم 13 تمريرة حاسمة وتصدر اللائحة، بالإضافة إلى تسجيله 11 هدفًا، مما جعله أحد أفضل اللاعبين في الدوري السعودي للمحترفين.
ومع انطلاق الموسم الجديد، يبدو أن محرز مصمم على كسر النحس الذي لازمه في الفترة الماضية مع الأهلي، حيث يسعى لتحقيق أول ألقابه مع الفريق. وستكون أمامه ثلاث جبهات رئيسية للتألق؛ الدوري والكأس في السعودية، وبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، التي سيبدأها بمواجهة فريق برسبوليس الإيراني يوم 16 سبتمبر المقبل.
لا شك أن محرز، بما يملكه من مهارات وخبرة، سيكون لاعبًا محوريًا في هذه المنافسات. ومع كل لمسة وكل تمريرة، يثبت النجم الجزائري أن مكانته في قلوب الجماهير لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة عمل دؤوب وإبداع لا يتوقف.