يمر نادي شباب بلوزداد بفترة متقلبة تجمع بين النجاحات المحلية والتحديات القارية. فقد تمكن من تحقيق فوز مثير على غريمه مولودية الجزائر بنتيجة (3-1) في ديربي العاصمة ضمن الدوري الجزائري للمحترفين، لكنه تلقى خسارة موجعة أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي (1-2) في افتتاح مشواره بدوري أبطال أفريقيا. هذه النتائج المتناقضة تأتي في ظل أزمة متصاعدة تتعلق بغياب ملعب تدريبات دائم للفريق.
يعيش الفريق معاناة حقيقية بسبب التنقل المستمر بين عدة ملاعب لإجراء التدريبات اليومية. على الرغم من خوض مبارياته الرسمية على ملعب 5 يوليو، إلا أن تدريباته تجرى أحيانًا في الملعب الملحق لملعب نيلسون مانديلا ببراقي، وأحيانًا أخرى على ملعب 20 أوت الذي يحتوي على أرضية اصطناعية، أو في ملعب أكاديمية خاصة بمدينة سيدي عبد الله. هذا الوضع جعل اللاعبين يعربون عن استيائهم، معتبرين أن غياب الاستقرار في التدريبات لا يليق بفريق بحجم شباب بلوزداد، الذي اعتاد مقارعة كبار القارة السمراء في دوري أبطال أفريقيا.
الوضع الحالي للنادي يبدو غير مُرضٍ لجماهيره ولاعبيه، خاصة عند مقارنة النادي بمنافسيه في الدوري الجزائري. مولودية الجزائر دشنت مركز تدريب حديث بمعايير عالمية، واتحاد العاصمة يقترب من إنهاء مشروع مشابه، فيما يتدرب فريق شبيبة القبائل في ملعب حسين آيت أحمد بمرافقه المتكاملة. هذه المشاريع تعكس تطورًا ملحوظًا لدى الأندية الجزائرية الأخرى، بينما يبقى شباب بلوزداد يعاني من غياب مشروع بنية تحتية يليق بتاريخه العريق.
جماهير النادي تطالب الإدارة باتخاذ خطوات حقيقية لإنشاء مركز تدريبات عالمي وإطلاق أكاديمية تطور المواهب وتضمن مستقبل الفريق. الانتقادات تزايدت بعد سنوات من الصرف المالي الكبير على رواتب اللاعبين دون تحقيق استثمارات ملموسة في البنية التحتية، وهو ما يجعل مسألة إطلاق هذه المشاريع ضرورة ملحة لضمان بقاء النادي في مقدمة الكرة الجزائرية والأفريقية.
في ظل هذه الظروف، يستعد الفريق لمباراة هامة ضد جمعية الشلف في الجولة الحادية عشرة من الدوري المحلي، بطموح تحقيق الفوز الثالث على التوالي وتحسين مركزه في جدول الترتيب. كما يترقب مواجهة قوية أمام ستاد أبيدجان في كوت ديفوار ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال أفريقيا.
يبقى التحدي الأكبر هو قدرة إدارة النادي على تدارك الوضع الحالي والعمل على توفير استقرار فني وإداري يعزز فرص الفريق في المنافسات القادمة. جماهير شباب بلوزداد تنتظر أفعالًا تعكس طموحات النادي وتاريخه المميز.