رحل الحارس الدولي السابق مهدي سرباح في 29 أكتوبر 2021، عن عمر يناهز 68 عامًا، بعد معاناة مع مرض عضال. كانت وفاته صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم الجزائرية والشعب الجزائري عامة، فقد كان واحدًا من أبرز الشخصيات الكروية التي حققت النجاحات وصنعت التاريخ
سرباح كان لاعبًا لامعًا في المنتخب الجزائري والأندية التي خدمها خلال السبعينيات والثمانينيات. كان له مسار متميز وأداء رائع مع “الخضر” وشارك في أهم الإنجازات مثل تأهل المنتخب إلى كأس العالم 1982 وفوزه التاريخي على ألمانيا في ذلك البطولة.
كونه حارس مرمى، عرف سرباح جيدًا التحديات التي تواجه حراس المرمى. كان يتميز بشخصية قوية وشجاعة داخل وخارج الميدان، وقدم كل ما لديه لفرقه على الرغم من التحديات الصحية التي مر بها في الفترة الأخيرة من حياته.
رحيل سرباح ترك فراغًا كبيرًا في عالم كرة القدم الجزائرية، وسيظل ذكراه حية في قلوب محبي اللعبة وعشاق “الخضر”.
مسيرة غنية بالألقاب مع الأندية
مهدي سرباح من مواليد 3 جانفي 1953 بالجزائر العاصمة، بدأ مشواره الرياضي ضمن أصاغر نادي “الراما” في عام 1964 قبل أن ينتقل الى أحد الأندية العاصمية الكبيرة، وهو اتحاد الجزائر الذي لعب ضمنه في الأصناف الصغرى ليتحول الى فريق شبيبة القبائل عام 1972 لتبدأ مسيرة غنية بالألقاب ضمن هذا الفريق، والذي توّج معه بـ 4 ألقاب للبطولة الوطنية (1973، 1974، 1977، و1980) كما نال كأس الجمهورية عام 1977.
وتحوّل سرباح بعد ذلك في عام 1980 إلى نادي رائد القبة الذي كان يضم عدة لاعبين دوليين على غرار عصاد، قاسي سعيد، أيت شقو…وتألق هذا الفريق بشكل كبير وتوج بلقب البطولة الوطنية عام 1981. وبعد مونديال اسبانيا 1982 خاض سرباح تجربة احترافية بنادي مانيس مونريال الكندي لموسم واحد، قبل أن يعود الى نادي رائد القبة ويلعب ضمن صفوفه إلى غاية 1986.
محطّات “لامعة” مع “الخضر”
بالموازاة مع مسيرته مع الأندية، فإن سرباح خاض محطّات “لامعة” مع المنتخب الوطني في “المرحلة الذهبية” كونه يعتبر من بين ركائز «الجيل الذهبي للثمانيات من القرن الماضي، حيث أن مسيرته مع “الخضر” بدأت بنجاح كبير، حيث كان الحارس الأساسي للمنتخب الوطني الذي توّج بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 بالجزائر، وهذا بقيادة المدرب رشيد مخلوفي، وتوّج كذلك بالميدالية الذهبية للألعاب الافريقية عام 1978 بالجزائر.
كما نال الميدالية البرونزية في ألعاب البحر المتوسط بسبليت عام 1979، ونشط مع المنتخب الوطني المباراة النهائية لكأس افريقيا للأمم عام 1980 بنيجيريا، ولعب مونديال إسبانيا عام 1982.
والشيء الذي طبع مسيرته مع الفريق الوطني هو بقاءه لمدة 11 سنة كاملة في صفوف «الخضر» من 1975 الى غاية 1986، حيث لعب 62 مباراة دولية.
وكل المدافعين الذين لعبوا مع سرباح كانوا يلعبون بارتياح بالنظر للعزيمة والثقة والذكاء لهذا الحارس البارع، سواء الثنائي كدو – معزيز أو قندوز – قريشي ممّا يؤكد الإمكانيات الكبيرة لهذا الحارس الذي تحوّل بعد اعتزاله اللعب الى عالم التدريب لمنصب حارس المرمى لتقديم معارفه للحراس الشبان، حيث عمل بنادي اتحاد البليدة، شباب بلوزداد، شبيبة بجاية ونادي السد القطري، كما أنّه شغل منصب مساعد المدرب لبعض الأندية.
هناك إجماع في الجزائر على أن مهدي سرباح هو من أساطير حراسة المرمى إلى جانب عبروق ووشان وأيضا مبولحي إضافة الى عنتر عصماني، والسنوات التي قضاها مع المنتخب الوطني قدمت لنا حارسا خلوقا وصامتا ظل يقود دفاعه من الخلف ويبني معه جدار صد حققت معه الجزائر والأندية التي لعب لها عديد الألقاب المحلية والإفريقية، فكان فعلا ضمن النجوم الساطعة التي أضاءت سماء الكرة الجزائرية.