في كرة القدم، لا يمكن إنكار أن الأداء المتميز هو العامل الأهم الذي يعيد النجوم إلى الصفوف الأمامية. هذا هو حال اللاعب الجزائري يوسف بلايلي، الذي يبدو أن عودته إلى المنتخب الوطني باتت مسألة وقت فقط. بلايلي، الذي يشتهر بمهاراته الفنية وقدرته على صنع الفارق في الميدان، قدّم عرضًا قويًا في أول ظهور له مع الترجي التونسي، مؤكدًا أنه لا يزال في قمة مستواه.
في المباراة التي جمعت بين الترجي التونسي واتحاد تطاوين، نجح بلايلي في تسجيل هدف رائع وصناعة آخر، ليثبت أنه لا يزال يملك القدرة على التأثير في المباريات الحاسمة. هذا الأداء جذب انتباه الجميع، من محللين ونقاد إلى أنصار الترجي والمنتخب الجزائري. لكن الأكثر أهمية كان الثناء الذي تلقاه من مساعد الناخب الوطني، نبيل نغيز، الذي سارع إلى تهنئة بلايلي على بدايته الموفقة مع فريقه الجديد.
ما يجعل هذه البداية أكثر أهمية هو الاتصال الذي تم بين بلايلي ومساعد المدرب الجديد للمنتخب الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش. حيث أشار نغيز إلى أن أبواب المنتخب مفتوحة دائمًا لبلايلي، مؤكدًا أن عودته إلى المنتخب ستكون حتمية إذا ما واصل تقديم هذا المستوى الرائع.
منذ رحيل المدرب السابق جمال بلماضي، وجد بلايلي نفسه خارج حسابات المنتخب الوطني، حيث برر بيتكوفيتش ذلك بأسباب انضباطية ورغبته في منح الفرصة لأسماء جديدة. إلا أن التجربة لم تسفر عن اكتشاف مواهب جديدة بالقدر الذي كان يأمله المدرب، خاصة بعد أن تبين أن الاتصالات مع بعض المواهب الجزائرية في المنتخب الفرنسي تحت 23 سنة، مثل مغنيس أكليوش لاعب موناكو، لم تثمر عن شيء يذكر.
في هذا السياق، يبدو أن كل الظروف تتجه نحو إعادة بلايلي إلى “الخضر”. فالمنتخب الوطني يحتاج إلى لاعب بخبرته وقدراته، خاصة في ظل التحديات المقبلة. بلايلي أثبت في هذه المباراة أنه لا يزال قادرًا على تقديم أفضل ما لديه، ما يعزز من فرصه في العودة إلى المنتخب في أقرب وقت ممكن.
تحت قيادة بيتكوفيتش، يبدو أن المنتخب الجزائري في مرحلة انتقالية، لكن الحاجة إلى لاعبين ذوي خبرة مثل بلايلي قد تكون المفتاح لنجاح هذه المرحلة. إذا ما استمر ابن وهران في تقديم عروضه القوية مع الترجي، فإن استدعائه إلى المنتخب سيكون خطوة طبيعية ومنطقية، وربما تكون هذه العودة هي النقطة التي تعيد التوازن إلى “الخضر” في رحلتهم المقبلة.
بلايلي يعرف جيدًا أن العودة إلى المنتخب ليست مجرد فرصة لاستعادة مكانه، بل هي تحدٍ لإثبات أنه لا يزال لديه الكثير ليقدمه لوطنه وللجماهير التي طالما دعمته. الوقت وحده كفيل بالكشف عن ما ستؤول إليه الأمور، لكن ما هو مؤكد أن يوسف بلايلي لا يزال يشكل جزءًا مهمًا من مستقبل كرة القدم الجزائرية.