في مثل هذا اليوم، 18 نوفمبر 2009، يسطر تاريخ الكرة الجزائرية صفحة لا تمحى و هي تأهل “الخضر” إلى مونديال 2010 بعد فوز تاريخي على مصر في ملعب أم درمان بالسودان. هذه المباراة التي باتت تعرف بملحمة أم درمان ليست مجرد فوز رياضي بل تتجاوز ذلك لتتحول الى لحظة وطنية فارقة عاشتها الجماهير بكل فخر وهتاف.
الأجواء قبل اللقاء: توتر وشحن جماهيري
القصة لم تكن مجرد مباراة كرة قدم عادية بل كانت مواجهة سياسية ورياضية فقد سبقتها فترة من التوتر الإعلامي بين الجزائر ومصر، و إنتشرت تحليلات وتصريحات تصاعدت حدتها. الجماهير الجزائرية لم تنتظر طويلا وتحركت الحشود للتواجد في السودان، حيث اختيرت أم درمان مكانا محايدا لإجراء اللقاء الحاسم.
لم يكن التواجد الجماهيري عاديا حيث خصصت السلطة الجزائرية أسطولا جويا لنقل الأنصار، ما أتاح لآلاف من المناصرين الانتقال إلى السودان.
في نفس الوقت، كانت المخاطر أمنية ترتفع حيث حشدت السلطات السودانية أعدادا كبيرة من قوات الأمن خشية اندلاع شغب أو فوضى.
روح قتالية من اللاعبين:
خلال المباراة، نجح المدافع عنتر يحيى في تسجيل الهدف الوحيد في الدقيقة 39.
هذا الهدف أعاد الجزائر إلى كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة تقريبا إذ لم تتأهل منذ 1986. وكذلك حارس الجزائر فوزي شاوشي قدم مباراة بطولية وصمد أمام محاولات مصر، ليكون له دور كبير في المحافظة على النتيجة وفتح الطريق نحو الفرحة.
أجواء مشحونة لم تقتصر على المستطيل الأخضر:
لا تقتصر ملحمة أم درمان على الأهداف، بل تتجاوز ذلك إلى أجواء سياسية وإعلامية حيث شنت القنوات المصرية حرب إعلامية شهدها كل العالم العربي عبر النيلسات.
حتى قبل اللقاء، تعرضت حافلة المنتخب الجزائري لاعتداءات من الجماهير في مصر، ما أثار استياءا كبيرا، وتدخل دبلوماسي من الجانب الجزائري.
أيضا، الفيفا تدخلت وضغطت على الجانب المصري لتوفير ضمانات أمنية لتأمين بعثة الجزائر.
الإرث والذكريات:
بعد فوز الجزائر عمت الفرحة في الجزائر والسودان على حد سواء. الجماهير التي سافرت والصور والفيديوهات التي انتشرت لاحقا ما زالت حية في ذاكرة الشعب الجزائري وتحتوي تلك الفيدوات على ملايين المشاهدات تلى اليوتيوب حاليا.
حتى اليوم، وبعد 16 سنة، يظل اسم عنتر يحيى محفورا في ذاكرة كل جزائري، وصدى حماس المعلقين بالهدف الذي سجله في أم درمان يعد من اللحظات الكلاسيكية التي تُذكر عند الحديث عن “الخضر” ومآثرهم الكبرى.
امير التليلي

